شؤون عمانية: فايزة محمد
تواصلت اليوم الخميس ولليوم الثاني على التوالي الجلسات العلمية للندوة الدولية حول المهلب بن أبي صفرة العماني الأزدي واستهلت بالمحور الأدبي بحضور شخصيات بارزة من داخل السلطنة وخارجها.
حيث ألقى الأستاذ الدكتور محمد الديباجي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي بالمغرب ورقة عن ” ملامح من شخصية القئد العظيم المهلب بن ابي صفرة” وقال بأن هذا القائد شهد النور في بلده وبلد اجداده أرض عمان المباركة، درج فوق تربتها وليدًا وشابًا يافعًا ، ثم انتقل إلى العراق ولم يلبث أن أصبح فيها سيدًا بعمله وحزمه وذكاءه وبعد نظره، ولما نثر عبدالملك بن مروان كنانته ليحارب الأزارقة وقد أرهقوه وكادوا أن يعصفون بعرشه لم يجد أصلب عودًا خيرا من المهلب بن أبي صفرة فسلطه عليهم، فما زال المهلب يرميهم سهما بعد سهم، ويقيم عليهم الدائرة بعد الأخرى حتى ظفر بهم وقطع دابرهم.
وقال الديباجي في ورقته انه لولا المهلب لدك الأزارقة عرش بني أمية وقضوا على ملكهم وهو بعد في مهده.
ثم ألقى الدكتور محمود بن ناصر الصقري من جامعة نزوى ورقة عن ” الحركة الأدبية في بلاط المهالبة” وتحدث فيها عن تاريخ القائد العماني وسيرته العريقة، كما سلط الضوء على عمانية هذا القائد الكبير وانتماء أسرته إلى هذه الأرض الخالدة، مؤكدًا
أن عمانية أبن أبي صفرة واضحة وجلية في كثيرٍ من المراجع التأريخية مثل كتاب الطبري والأغاني .
ثم عرج الباحث إلى الجانب الأدبي في بلاط المهالبة مركزًا على الشعر والخطب والرسائل.
وفي الورقة الثالثة التي ألقاها الباحث عبدالله بن سعيد بن علي الحجري من وزارة التربية والتعليم تحدث فيها عن ” أدب المهالبة : القيم الأخلاقية والخصائص الفنية ” وقال بأن المطالع لكتب الأدب القديمة ليشده ما يجده مبثوثَا في صفحاتها من أقوال رائقة، ومعانٍ عجيبة تُعزى إلى آل المهلب بن ابي صفرة في حالي الحرب والسلم. وهي مع جزالة لفظها وحسن سبكها تفيض حكمةً، وتتفجر بالقيم الأخلاقية النبيلة كالشجاعة، والحزم، والأنفة، والرجولة، والجود، وتنم عن كبر نفوس آل المهلب، وعلو هممهم، وما اكتسبوه من حِكَم من سبقهم، وخبرتهم في الحياة التي ذاقوا حلوها ومرها، تابعين ومتبوعين، أمراء وقادة وجيوش. ومن تلك الأقوال وصية المهلب لبنيه، ورسائله إلى الحجاج، وخطبة يزيد بواسط، وخطبة كعب الأشقري أمام الحجاج التي وصف فيها أبناء المهلب.