ads
الخميس, سبتمبر 11, 2025
  • Login
شؤون عمانية
  • الرئيسية
  • أخبار الوطن
    • محليات
    • مال وأعمال
    • متابعات وتحقيقات
    • الرياضة
  • ثقافة وأدب وفنون
    • عالم الكتب
    • انفوجرافيك
  • مقالات
  • علوم وتكنولوجيا
  • طب وصحة
  • من نحن
  • تواصل معنا
No Result
إظهار جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار الوطن
    • محليات
    • مال وأعمال
    • متابعات وتحقيقات
    • الرياضة
  • ثقافة وأدب وفنون
    • عالم الكتب
    • انفوجرافيك
  • مقالات
  • علوم وتكنولوجيا
  • طب وصحة
  • من نحن
  • تواصل معنا
No Result
إظهار جميع النتائج
شؤون عمانية
No Result
إظهار جميع النتائج

يعقوب الخنبشي يكتب: بين وعي الإنسان ورغباته

أبريل 21, 2025
في مقالات
يعقوب الخنبشي يكتب: بين وعي الإنسان ورغباته
الواتس ابالفيس بوكتويتر

يعقوب الخنبشي/ كاتب وأديب 

الرغبة نارٌ كامنة في أغوار النفس، تتأجج كلما لامستها رياح الجهل، وتخبو تدريجًا كلما سقينا العقل بماء المعرفة الصافية. وليس عجيبًا أن تتناقص الرغبات باضطراد كلما ارتقى الإنسان في مدارج الوعي؛ فإن في إدراك الحقيقة ما يُغني عن اللهاث خلف سراب التملك، وفي سعة البصيرة ما يُغني عن ضيق الحاجة. ولئن قيل قديمًا: “الجهل يولد الطمع”، فإن الوعي يُولد الزهد لا زهد الفقر بل زهد الاكتفاء، وزهد القناعة، وزهد من وجد في نفسه نورًا يغنيه عما في أيدي الناس.
إن الرغبة في أصلها دافعٌ بيولوجي، لا تنفكّ عنه النفس البشرية، لكنها لا تبقى جامحة إلا حين تكون النفس في ظلمة، أو العقل في سبات. وما إن يُضاء داخل الإنسان بنور الوعي، حتى يبدأ المرء بإعادة النظر في دوافعه، ليتساءل: لماذا أريد ما أريد؟ هل أحتاجه حقًا؟ أم أني أسير في قطيعٍ يُطارد أحلامًا لا يعرف حقيقتها؟ في هذا المقام، يتجاوز الإنسان رغبته، لا بالقمع، بل بالفهم. فالفهم يُبدّد الوهم، ويدفع النفس إلى التحرر لا بالهروب، بل بالاستنارة.

وقد أثبتت البحوث النفسية المعاصرة أنّ الإنسان الواعِي أكثر ميلاً إلى التقشّف الذهني، والاقتصاد العاطفي، فلا يُبذر طاقاته في مطاردة ما لا جدوى فيه. فحين يتسع أفق الإدراك، تضيق شهية التملك، وتنحسر الرغبات السطحية لتفسح المجال لرغبات أرقى، كالسعي وراء الحكمة، أو التماس السكينة، أو خدمة القيم العليا. فيصير شغفه بالمعنى أكبر من شغفه بالمتعة، ويغدو جوعه للمعرفة أعظم من نهمه للطعام أو المال أو السلطة.

والوعي لا يعني التجرد من المشاعر، بل يعني ترويضها. والرغبة حين تروض، لا تُقمع، بل تُهذَّب، وتُعاد هندستها من جديد. فبدل أن يرغب الإنسان في استهلاك المزيد، يصير راغبًا في صناعة الأثر، وبدل أن يطمح إلى الظهور، يتوق إلى الإتقان، وبدل أن يجري خلف اللذائذ، يسعى نحو الانسجام الداخلي، حيث تصير النفس ساكنة كبحيرة، لا تهزها حجارة الحواس.

وفي بُعدٍ فلسفي، يُمكننا القول إنَّ الوعي هو رحلة انكشاف، كل محطة فيها تُسقط قناعًا من أقنعة الوهم. والرغبة، في جوهرها، صورة من صور الوهم حين تنفصل عن الحاجة الحقيقية. فالعقل الراجح لا يرغب إلا فيما يضيف إليه قيمة. لذلك، تجد الواعين أكثر ميلاً إلى البساطة، وأقل انشغالًا بالمظاهر. يلبسون دون استعراض، ويأكلون دون نهم، ويملكون الأشياء دون أن تملكهم.

ولعل أقسى ما يُدركه الإنسان حين يعبر بوابة الوعي، أنّ كثيرًا مما سعى إليه في شبابه لم يكن إلا سرابًا، وأن الرغبات التي كانت تأسره، قد سقطت عنه كما يسقط الجلد القديم عن الحية حين تنمو. وعندها، لا يعود الإنسان في حاجة إلى كثير، لأنه أدرك أن الاكتفاء ينبع من الداخل، لا من كثرة الخارج.

فالوعي، في خاتمة المطاف، ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية، تُنقذ الإنسان من عبودية الرغبة، وتحرره من دوامة الاستهلاك، وترفعه من مقام التابع إلى مقام السيّد على نفسه. وإنّ الإنسان لا يُقاس بكثرة ما يملك، بل بندرة ما يشتهي؛ لأنه كلما قَلّت رغباته، دلّ ذلك على أن نوره الداخلي قد اشتد، وأن ظمأه للمُتع الزائلة قد ارتوى من نبع الحكمة.
وهكذا نقول: كلما زاد وعي الإنسان، كلما قلت رغباته وهذه ليست حكمًا أخلاقيًا فحسب، بل هي حقيقة نفسية وعقلية وفلسفية، تختصر رحلة الإنسان من ظلمة الغريزة إلى نور المعرفة، ومن عبودية النزوات إلى حرية الفهم العميق.

إرسالمشاركةغرد
الخبر السابق

وسط مناقشات مستفيضة لصالح المواطنين.. تفاصيل بيان وزير “الإسكان” في مجلس الشورى

الخبر التالي

قراءة في اللائحة التنفيذية لقانون المحاماة.. تكوين المحامي العماني بين الصقل المهني والتشريع الحمائي

شؤون عمانية

شؤون عُمانية صحيفة إلكترونية مرخصة من وزارة الإعلام، ومختصة بمتابعة الشأن المحلي وقضايا الرأي العام، وتصدر عن النهار للإعلام الرقمي.

الأرشيف

© 2017 - 2024 شؤون عُمانية -جميع الحقوق محفوظة.

No Result
إظهار جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار الوطن
    • محليات
    • مال وأعمال
    • متابعات وتحقيقات
    • الرياضة
  • ثقافة وأدب وفنون
  • مقالات
  • علوم وتكنولوجيا
  • طب وصحة
  • من نحن
  • تواصل معنا

© 2017 - 2024 شؤون عُمانية -جميع الحقوق محفوظة.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In