عبدالله الرحبي- شؤون عمانية
لم يعد ساكنو منطقة الجفينة والأماكن المحيطة بها بولاية العامرات يستمتعون بهدوء الصباح المطمئن الذي يبعث السكينة في النفوس، ولم يكن الصباح باسما معطرا كالعادة، بل تحول إلى مصدر إزعاج بسبب العشرات من المعدات التي تعمل في قطع الجبل والحفريات في مكان إقامة سد مياه الوفية القريب من مساكنهم.
لا يقتصر الأمر على ذلك، بل أضف إليه أصوات الشاحنات التي لا تهدأ في نقل الحجارة والأتربة، والأهم من ذلك التفجيرات المتلاحقة التي تحدث دون سابق إنذار وأغلبها وقت الفجر، حيث يتحول المكان إلى سحابة بيضاء من الغبار، تنعدم فيه الرؤية ويتلاشى ذلك الهواء العليل، وتستنشق في كل زاوية التراب المتطاير.
غاب صوت زقزقة العصافير الذي كان يسمعه السكان في الصباح الباكر، وتوارت أشعة الشمس وهي ترسل خيوطها الذهبية بين أنسجة سحابة الغبار، فكل يوم يصحو الأهالي على أصوات معدات العمل، التي لم تبقِ من الجبال شيئا إلا قطعته لمسافات كبيرة.
أصبحت آمال سكان هذه المنطقة متجسدة في الاستيقاظ بيوم هادئ وصباح مشرق، واستنشاق هواء نقيا، بدلا من سحابة الغبار التي امتدت لتصل المدارس.
وتساءل عدد من الأهالي: أين الجهات المعنية التي تحميهم من الكميات الكبيرة من الغبار الناتج من أعمال السد؟ ولماذا يتم قطع الجبال لمسافات كبيرة، وهل تلك الشعاب أصبحت مصدر قلق عند هطول الأمطار؟ وأين ذلك الوادي الذي يحتاج لتلك المساحات؟، موضحين أن الوادي حينما ينزل جراء الأمطار يسير في مسار ضيق وروافده قليلة ولا يشكل أي انجراف مثل بقية الأودية الكبيرة.
إقرأ أيضا
أهالي منطقة “الجفينة”بالعامرات يشتكون من خطر أعمال مشروع السد: من يوفر لنا السلامة؟