خاص – شؤون عمانية
عبّر عدد من أهالي منطقة “الجفينة” بولاية العامرات عن استيائهم الشديد بسبب أعمال مشروع السد، الذي يُنفذ في مكان قريب من منازلهم.
وأوضح الأهالي أن أعمال تنفيذ هذا المشروع أثّر سلبيا على حياتهم الشخصية واليومية، حيث أنه على مدار اليوم لا ينقطع انتشار الغبار في الهواء بالإضافة إلى انزعاجهم من أصوات المعدات المستخدمة في المشروع.
انتقلت شؤون عمانية إلى موقع تنفيذ المشروع والذي لا يبعد 30 مترا عن المساكن، والتقت الصحيفة عددا من الأهالي للاستماع إليهم.
هواء ملوث وتصدّعات في المنازل
قالت صبرية بنت راشد المعمري إن منزلها قريب جدا من منطقة تنفيذ مشروع السد، وتعاني أسرتها من الغبار الذي يملأ الهواء منذ بداية اليوم وحتى نهايته، حتى يكاد المنزل يختفي من كثافة الغبار.
وأَشارت إلى أن والدتها مريضة بالربو ولا تتمكن من استنشاق الهواء النقي وكذلك أطفالها، مضيفة: “حقيقة نعاني مرارة العيش حتى الماء الذي نشتريه عبر صهاريج نقل المياه وندفع عليه مبالغ كبيرة، نستخدمه لتنظيف فناء المنزل والأثاث”.
وتواصلت “صبرية” مع عدد من المسؤولين وشرحت لهم الوضع الذي يعيشون فيه، فأخبروها أنه سوف يتم صرف مبلغ شهري لعائلتها وقدره 50 ريالا، في حين أنها تستهلك مياه بقيمة 85 ريالا شهريا -حسب قولها.
كما اشتكت “المعمري” من هبوط جزئي في المنزل وتشققات في الجدران نتيجة أعمال الحفر والاهتزازات المتكررة، مطالبة بنقل عائلتها من هذا المكان وتعويضها عن الأضرار التي تعرضت لها العائلة.
وتساءلت صبرية: “ما سر تعويض بعض المنازل القريبة منها وفي نفس الخط، ولم يشملها أي تعويض على الرغم أنها أقرب من الأراضي الأخرى التي تم تعويضها؟”.
خطر على حياة الأطفال
أما سمير الريامي، وهو أحد سكان المنطقة المتضررين من أعمال الحفر وتنفيذ مشروع السد، فقد طالب بإيجاد حل سريع وعاجل، مؤكدا أن الحياة في هذه المنطقة أصبحت مستحيلة وسط المعدات الضخمة التي يتم استخدامها في الحفر.وقال إن الشاحنات والمعدات الثقيلة تمر يوميا من أمام المنزل، ولا تستطيع عائلته وأطفاله من العيش في مكان نظيف وهادئ ولا يمكنهم الخروج من المنزل لأنه يعرض حياتهم للخطر.
ولفت “الريامي” إلى أنه كان لديه عدد من الطيور النادرة والتي فارقت الحياة بسبب تلوث الهواء بالأتربة وأنه تعرض لخسارة كبيرة بعد نفوقها، بالإضافة إلى تحول منزله إلى مكان مليء بالتراب.
وعن خطورة المشروع ذكر: “لم نحصل على معلومة تطمئننا لأن الجميع يخشى من خطورة السد، فكم تبلغ حرامات السد عن المنازل؟، ومع ذلك فواقع الحال يقول إن وضعنا فيه خطورة بالغة فنحن لا نبعد كثيرا عن المشروع تقريبا 30 مترا فقط، ولا بد من نقلنا إلى مكان آمن لي ولأسرتي أسوة بالأسر التي تم تعويضها”.
من يوفر السلامة للأهالي؟
ويرى نصر بن حمود البلوشي أن موقع منزله يجعله في خطر شديد نظرا لقربه من حرامات السد بمسافة 20 مترا تقريبا، في حين يوجد خلف المنزل جبال صلبة وقوية لا تمكّنه من التوسع مستقبلا، متابعا: “لو كنت أعلم بإقامة السد لقمت بالبحث عن موقع آخر لبناء منزل لأسرتي، لكني الآن لا أستطيع الانتقال لأن بناء هذا المنزل كلفني الكثير من المال”.
وذكر في حديثه لـ شؤون عمانية أن المعدات الثقيلة تمر أمام منزله وتقوم بعمليات الحفر من جهة الغرب، الأمر الذي يشكل خطرا عليه وعلى أسرته، متسائلا: “من يوفر لنا السلامة في ظل الظروف الحالية الصعبة، يوجد غبار وأصوات معدات ثقيلة وحركة لا تهدأ، تخيل أكثر من 10 معدات ثقيلة لا تتوقف عن العمل، والشاحنات والسيارات وناقلات المياه جميعها تشكل خطرا علينا”.