محمد بن عيسى البلوشي
“سأكون وزيرا”.. قالها على عجلة من أمره وهو يمسك بثوب والده الأربعيني، لم يكترث هذا الطفل بثقل العبارة التي تلفظت بها شفتاه الصغيرتان، ولكنها قد تكون الحقيقة أنني سأراه يوما وزيرا.
إجابات صغيرة يقولها الأطفال عندما تسألهم: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟!، ويبدو أن الأيام هي أسرع من أي وقت مضى لنجد ذلك الطفل قد بلغ من العمر مبلغا يجعله في مصاف الرجال.
أعود بذلك الفتى الصغير الذي يتمنى أن يكون طبيبا أو معلما أو شرطيا أو وزيرا عندما يكبر، وأسأله ماذا ستصنع بتلك الحقيبة الوزارية التي ستتولاها؟ سؤال يقودني أن أسأل نفسي في كل مرة: ماذا سأفعل لو كنت وزيرا؟!
إجابات نموذجية عديدة تجدني أتفوه بها عندما يأتيني هذا السؤال، ولكني أجد حقا بأن مهمتنا تبدأ مع كل مسؤولية تكون على عاتقنا، مهما كانت المسميات صغيرة أو كبيرة، فالمهم أن نستوعب أن مهمتنا مشتركة في بناء الوطن من مواقعنا، ومهما تعددت المسميات وتنوعت المهام.
كنت أتمنى مع ذلك الحلم الطفولي أن أكون وزيرا عندما أكبر، ولكن تبقى الأحلام مرهونة بكثير من العمل وقليل من الحظ، وحقيقية تقدير حجم المنجز المقدم.
ليس من المهم أن تكون وزيرا أو مسؤولا حتى تعمل، فالجميع أمام الواجب الوطني المقدس مسؤول ومحاسب، ونعتقد أن تفهمنا لهذه الحقيقة يجعلنا أكثر قربا للإنجاز والوصول الى أهدافنا المهمة، والتي يبقى الاقتصاد على رأس أولوياتها.