د. أحلام بنت حمود الجهورية
باحثة وكاتبة في التاريخ
في الثامن عشر من يناير تحل الذكرى السادسة عشر على وفاة الكاتب والباحث والمترجم العراقي عبد المجيد حسيب القيسي؛ إذ تُوفى في الثامن عشر من يناير من عام ٢٠٠٥م. ويُعد القيسي من الباحثين الذين كان لهم فضل كبير في فتح آفاق ومباحث حول دراسة التاريخ العُماني نظير ما قدمه من تأليف وتحقيق وترجمة للعديد من الكتب التي فتحت المجال لمزيد البحث والدراسة في هذا التاريخ، نذكر منها الآتي -ذكرها القيسي في مقدمة ترجمته لكتاب السيد سعيد بن سلطان ١٧٩١-١٨٥٦م سيرته ودوره في تاريخ عُمان وزنجبار: رودولف سعيد روث، ص١١-١٢-:
– مذكرات أميرة عربية: السيدة سالمة (ترجمة)
– تاريخ السيد سعيد: الشيخ منصور الإيطالي (ترجمة)
– السيد سعيد بن سلطان ١٧٩١-١٨٥٦م سيرته ودوره في تاريخ عُمان وزنجبار: رودولف سعيد روث (ترجمة)
– سيرة الإمام ناصر بن مرشد: ابن قيصر (تحقيق)
– تاريخ عُمان المقتبس من كتاب كشف الغُمة الجامع لأخبار الأمة: الأزكوي (تحقيق)
– السيرة الجلية سعد السعود البوسعيدية: ابن رزيق (تحقيق)
– الصحيفة القحطانية: ابن رزيق (تحقيق)
– كشف الغُمة الجامع لأخبار الأمة: الأزكوي (تحقيق)
– جُهينة الأخبار في تاريخ زنجبار: المغيري (تحقيق)
– تاريخ عُمان العام، ٣ أجزاء (تأليف)
– مذهب الإباضية: نشأته وتطوره (تأليف)
– من الفقه الإباضي (تأليف)
وقد بحثت عن المؤلفات الثلاث الأخيرة ولم أجدها، واللافت أن القيسي أشار في العام ١٩٨٨م بأنها جاهزة للطباعة والسؤال المطروح: هل تم طباعتها أم لا؟. ومن الأهمية بمكان الإشارة كذلك إلى مؤلفات القيسي الأخرى في تاريخ العراق والتاريخ الإسلامي عموماً، منها: التأريخ يُكتب غداً: هوامش على تأريخ العراق الحديث (تأليف)، وكتاب التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق (تأليف)، وكتاب العراق دراسة في علاقاته الخارجية وتطوراته الداخلية ١٩١٥-١٩٧٥م (ترجمة)، وكتاب الثورة العباسية (ترجمة)، وكتاب التاريخ الإسلامي في تفسير جديد (ترجمة)، وكتاب المجتمع الإسلامي والغرب (ترجمة)، وغيرها الكثير.
وأود التوقف قليلاً عند مقدمة الطبعة الثانية من ترجمة القيسي لكتاب رودولف سعيد روث (السيد سعيد بن سلطان ١٧٩١-١٨٥٦م سيرته ودوره في تاريخ عُمان وزنجبار، إذ كتب القيسي مقدمة أشبه برسالة لكل الأجيال في أهمية التاريخ، فيقول: “تاريخ كل أمة عنوان مجدها وديوان حضارتها ودليل أصالتها وعراقتها وسجل حياتها بكل أمجادها ومآسيها وكل انتصاراتها وانتكاساتها. ولهذا صار من الواجب القومي على أبناء كل أمة أن يلموا بتاريخ أمتهم إلماماً وافياً شاملاً وأن يعوا أحداثه وعبره وعياً تاماً كاملاً، ليقتدوا أو يتعظوا بما يحويه من دروس وعظات في تطوير حاضرهم والتخطيط لمستقبلهم”.
ويُضيف القيسي في مقدمته كلمات أشبه بوصية: “ولأن تاريخ عُمان جزء من تاريخ أمتنا العربية فقد صار لزوم العلم به-مثله في ذلك مثل وجوب العلم بالتاريخ العربي عامة- واجباً قومياً ومهمة وطنية إلى جانب كونه ضرورة حضارية ثقافية ومطلباً علمياً”.
لقد أسهم القيسي إلى جانب كوكبة من الباحثين العرب في دراسة جوانب مختلفة من التراث العُماني تحقيقاً وترجمةً وتأليفاً في حِقبة السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، مخلداً ذكراه بما خلفه لنا من دراسات استندنا إليها كباحثين وكانت لنا معيناً لا ينضب. ويأتي الدور على الجيل الحالي من الباحثين العُمانيين لاستكمال هذا الدور.
ومن أحد عناوين مؤلفات القيسي -رحمه الله وجزاه خير الجزاء- المهمة في التاريخ العراقي ننهي مقالنا بعنوان أشبه بمبدأ في كتابة التاريخ: “التأريخ يُكتب غداً”، فسياسة اليوم تاريخ الغد.
المراجع:
– روث، رودولف سعيد. السيد سعيد بن سلطان ١٧٩١-١٨٥٦م سيرته ودوره في تاريخ عُمان وزنجبار. تر: عبد المجيد حسيب القيسي، ط٢، الدار العربية للموسوعات، بيروت: ١٩٨٨م.