فدوى سالم
لا أجد أي فائدة في النقاش الفلسفي سوى أنه يدخلك في الشك، وكنت أكره أن أشك وأن أفكر في الأمور، حيث أن الأفكار المعلبة المطمئنة كانت طريقة أسهل للاستمرار بدون الرغبة في الوصول لنمط القناعة المختلف، حيث أن القناعة تكون جاهزة في الغالب.
ليس النقاش هو نقطة التحول الوحيدة، وإنما الفكرة نفسها هي نقطة تحول، ولا أرى أن الشك يحتاج أن تخرج رأسك خارج الصندوق، أو حتى أن تزرعه في باطن الأرض، الشك طبيعة إنسانية.
لا يوجد أحد متيقن تمام اليقين، جميع الناس يملكون غريزة الشك، وأرى أن فكرة “الشك غريزة” هي بسبب أن كل ما يحمله الإنسان من رغبات نحو الوصول لنشوة الوصول في الأساس، هي بسبب الشك فيه أو حتى التلهف له، ويوجد شخص يقبل الأفكار المقولبة والمعلبة لأنه مؤمن بمصدرها، ولكنه في الواقع ليس مؤمن بها.
أرى أن الفكرة نابعة من أن التجمع الإنساني لا يرغب في وجود “شواذ” عنه وهذا شيء طبيعي نابع عن مبدأ الصواب المطلق والخطأ المطلق، المحكوم بفكرة غير أخلاقية اساسًا ومقتبسة من المجتمع الحيواني، حيث أن الحيوانات تعيش في جماعات متشابهة، فلا ترى الغزال يمشي بجانب الأسد، وهي نابعة من غريزة البقاء.
يرى المجتمع الاختلاف خطرًا ، كما ترى الغزالة الأسد خطرًا، وهذا مقرون بالمجتمع ذو العقائدية السائدة بشكل خاص، حيث أن العقيدة الدينية أو العقلانية هي الحكم في هذه المجتمعات.
السعي وراء الشك هو طريق إنساني، وعدم السعي وراءه هو طبيعية حيوانية غير قائمة على العقلانية البشرية التي من المفترض أن تكون متوافرة في الإنسان، فمن المخزي أن يكون الإنسان بلا عقلانية تدفعه للتفكير، والتفكير يدفعه للشك في كل الأحوال، وهذه كفكرة الدين الصحيح، ثابتة.
*الصورة من محرك البحث العالمي (جوجل)