ضحى بنت عزيز النعمانية
لا أعلم كيف ومن أين سأبدأُ وكيف سأُنهي ما سأكتُبه، فكل إحساس يراوِدُني وشعور يلامِسني الآن مُتعلق بذلك اليوم سوف أكتُبُه، وإليكم البداية:
تلكَ الليلة الظلماء التي هبّت فيها رياح عاتية طارَدني فيها صوتها المُزعج الذي سلب مني الراحة ولم أستطِع النوم حتى الفجر.
أوّاهُ من شعور لازال يُطارِدُني مُتعلق بالفجرِ الحزين!
أذكُر تلك اللحظة التي سمعت فيها خبر رحيل القائد والسُلطان المُفدى -رحمهُ الله-، ظننت أنها شائعة من الشائعات الكاذِبة التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنَها وللأسفِ كانت حقيقة عجزت عن استيعابها!
يومٌ كئيب حزين على عُمان وسُكانها، ماذا عساي أن أقول؟! نُكست الأعلام وأصبحت الشوارع فارغة، عمَّ الصمت في أنحاء البلاد وارتفع صوت البكاء وساد الحزن، عدتُ بشريط الذاكرة إلى الوراء، إلى الاحتفالاتِ الوطنية التي كُنا نتحمس لها، إلى الخطابات السّامية، إلى جملته الشهيرة: “أيُّها المُواطنونَ الأعزاء”، إلى وجْهِه المُشرق الذي كُنا نتلهف لرؤيته، كُل الأناشيدِ الوطنية ما زالت عالقة في ذاكرتي لا أستطيع نسيانها.
لا أستطيع نسيان ذلك اليوم المُتعب الذي كنت أنتظر فيه الليل لننام وتهدأ نفوسنا قليلا، ولكن ما زال الشعور يرافِقُنا ولم يفارقنا.
ولأول مرة تهطل الأمطار بغزارة، ولم أخرج تحت قطرات المياه لأستمتع كالعادة، تفاصيل ذلكَ اليوم الحزين ما زالت عالقة في ذهني أعجز عن وصفها.
رحلتَ يا سُلطاننا العزيز، وتركتَ جراح قلوبنا غائرة، رحلت بعد نهضة دامت 50 عاما أشرقت خلالها عُماننا الحبيبة، سعيتَ لنشر السلام في أنحاء العالم، ولُقبتَ بِرجُلِ السلام، كُنت رجلا عظيما وما زلنا نفتقدك، نفتقدُك كثيرا.
آمنت بقضاءِ الله وقدره، و”كُلُّ نفسٍ ذائقةُ المَوت”، طبت وطاب مرقدُك يا سيدي.