مسقط _ شؤون عمانية
تتابع السلطنة كغيرها من الدول تحور فيروس كورونا الذي حدث في بريطانيا والذي أدى إلى اتخاذ العديد من الدول إجراءات احترازية بينها تعليق الرحلات الجوية إلى المملكة المتحدة وإغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية بشكل مؤقت بينها السلطنة التي تسعى إلى بدء دراسة جديدة لتسلسل الجيني لفيروس كورونا المستجد.
وقال البروفيسور أحمد بن سليمان الحراصي، مدير مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية وباحث في الأحياء الكيميائية والطبية عبر حسابه على تويتر: إن التحور لم ينتج عنه فيروس جديد ولا سلالة جديدة “clade” وإنما مُتَغَيِّر “variant” ولكن تجاوزا ترجمت هكذا، حدث باختلاف 17 طفرة أهمها N501Y في بروتينه الشوكي spike الذي يستخدمه الفيروس للولوج للخلية، وحدث هذا ربما نتيجة لبقاء العدوى في شخص مصاب لفترة طويلة .. مشيراً إلى أن الطفرات في الفيروسات أمر طبيعي وخصوصا في فيروسات RNA وغالبها لا تؤثر في عمل الفيروس ولكن بعضها ممكن أن تحدث تغييراً جوهرياً، وهذا المتغير انحدر من متغير D614G الشائع الآن في العالم وفي بريطانيا وفي السلطنة (حسب آخر دراسة قمنا بها) تم ملاحظته في بريطانيا ربما بسبب العدد الكبير من دراسات التسلسل الجيني والذي تميزت بها بريطانيا دون غيرها وكذلك الدنمارك، لذا وجوده في دول أخرى في العالم أمر غير مستبعد لكن بسبب قلة عدد دراسات التسلسل الجيني لم يتم ملاحظته ولا ندري هل هذا المتغير الجديد موجود في منطقتنا.
وأكد أن تحور فيروس كوفيد 19 لم يثبُت أنه أكثر عدوى بل أكثر شيوعاً الآن عن النسخة السابقة في بريطانيا وبعض الدول الأخرى ويعتقد أنه أكثر انتشاراً كما لم يثبُت أنه أكثر ضراوة ولم يثبُت أنَّ اللقاحات لن تكون فعالة معه والأرجح أنه لن يتأثر اللقاح بهذا التغيير كما أكدت الشركات المنتجة لهذه اللقاحات.
وأشار إلى أن اللقاح يعمل على أجزاء كبيرة من بروتين السنبلة spike لذا تغيرات طفيفة فيه لن يوقف اللقاح من العمل إلا إذا حدثت تغيرات كبيرة، ومن المهم أن نستمر في دراستنا للتسلسل الجيني بالتعاون مع وزارة الصحة للتأكد من السلالات الجديدة في السلطنة وسنبدأ دراسة جديدة بحول الله بالتعاون مع وزارة الصحة لدراسة التسلسل الجيني لفيروس كورونا للعاملين في القطاع الصحي الذين أصيبوا بالعدوى .. مؤكداً أن قرار غلق المنافذ جاء في وقته وعلينا أن نستمر في الاحترازات التي اعتدنا عليها ويجب توخي الحذر فيما يتعلق بالأخبار عن هذا الفيروس، وانتظار التقارير العلمية لمعرفة طبيعته.
إذ أسهمت السلطنة ببحثين علميين لدراسة فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) مؤخراً بحسب البروفيسور أحمد بن سليمان الحراصي مؤكداً في حديث صحفي أن البحث الأول عبارة عن دراسة التسلسل الجيني لهذا الفيروس لعيِّنات مرضى من مختلف محافظات السلطنة بالتعاون مع وزارة الصحة، والذي تكللت نتائجه بالنجاح، أما المساهمة الثانية فكانت بالتعاون مع جامعة أكسفورد البريطانية وتتعلق بآلية تثبيط بروتين (S) الذي يستخدمه الفيروس للولوج إلى خلية المصاب باستخدام مركبات طبيعية والبحث ما زال قائمًا.
