شؤون عمانية- مروه بنت سيف العبرية
تغيرت مجريات الأمور في مواجهة فيروس كورونا الذي بدأ في الانحسار بشكل تدريجي، حيث أغلق المستشفى السلطاني عددا من غرف العناية المركزة بعد تراجع الحالات المسجلة، في حين يرقد حاليا في الأجنحة المخصصة لمرضى “كوفيد 19” حوالي 15 مصابا، ولا يزال الأطباء في حالة تأهب مستمر رغم ذلك الانخفاض الملحوظ في أعداد الإصابات.
وزارة الصحة من جانبها أكدت أن لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا نهاية ديسمبر الجاري وسيصل قرابة 20% بالمائة من احتياج السلطنة.
وقد وضعت السلطنة خطة متكاملة لعمليات التوزيع وأيضا التطعيم، موضحة أن الكوادر الطبية ستحظى بأولوية اللقاح وأيضا الموظفين الذين يحتم عليهم العمل مخالطة الآخرين.
وقال عدد من الأطباء إن بعض المرضى المصابين بهذا الفيروس ظهرت عليهم مضاعفات بعد الشفاء، حسب نتائج الفحوصات التي أجريت لهم بعدما عادوا إلى المستشفى السلطاني يعانون من إعياء مستمر واضطراب في جهاز التنفس والجهاز الهضمي.
وأوضحت الدكتورة هدى بنت عبد الله الخليلية، مسؤولة ملف “كوفيد 189” في المستشفى السلطاني، أن عدد المنومين بالعناية المركزة بلغ 550 مصابا منذ بداية الجائحة، مضيفة أن نسبة الوفاة وصلت في حدود الـ30%.
وأشارت في حديثها لـ شؤون عمانية إلى أنهم لم يشهدوا عودة الإصابة لأي مريض تعافى في وقت سابق، موضحة في الوقت ذاته أنه قد تحدث مضاعفات بعد الشفاء مثل ضعف في الجهاز التنفسي، وتلف في أجزاء من الرئة وغير ذلك.
وأكدت “الخليلية” أن الدراسات أثبتت أن هناك أشخاصًا يعانون من التلف الدائم في الرئة، وهذا الأمر أوضحه التصوير الإشعاعي، حيث تمت متابعة بعض الحالات بعد خروجهم لقرابة ستة أشهر، فاتضح أنهم سيعانون لفترات طويلة بعد متلازمة التنفس الصناعي.
وذكرت مسؤولة ملف “كوفيد 19” بالمستشفى السلطاني، أن هناك حالات قدمت إلى المستشفى بعد الشفاء من كورونا تعاني من أعراض مختلفة، وهذه الأعراض تكمن في لخبطة وجلطات، ولكن معظم هؤلاء يعانون من الإعياء المستمر والصداع، لافتة إلى أن بعض مرضى كورونا تظهر عليهم نوبات الصرع بعد التعافي، معتبرة أن هذا دليل واضح ومؤشر خطير على المرض.
وعن التأثير النفسي للأطباء، أكدن أن كثير من الكوادر الطبية والطواقم العاملة في أجنحة “كوفيد 19” تأثروا بشكل كبير ما أدى إلى إصابتهم بالقلق والتأثر النفسي، مشيرة إلى أن المستشفى يعمد إلى تهيئتهم عبر قسم خاص في المستشفى لاستكمال عملهم على أكمل وجه.
وتابعت “الخليلية” أن التأثيرات النفسية جاءت نظير المدة الطويلة التي تمكث فيه الكوادر الطبية في المستشفى، حيث أن الكثير منهم لم يحظى بإجازة منذ بدء جائحة فيروس كورونا، كما أن وفاة الكثير من مرضى كورونا كان أحد أسباب تأثر حالتهم النفسية.
جدير بالذكر أن الأطباء مستمرون في تدوين وتسجيل كل المستجدات والأعراض التي تحدث لمرضى كورونا ليتم دراستها فيما بعد، في حين لا يزال الفيروس في حالة انتشار مستمر رغم الانخفاض الملحوظ في الفترة الراهنة، الأمر الذي أدى إلى عودة الحياة تدريجيا بعد قرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا.