شؤون عمانية
أحمد بن عبدالله بن أحمد بن صالح بن علي الحارثي، أبو الحكم “1349 ـ 1416هـ ـ 1930 ـ 1995م” شاعر، ولد في المضيرب بولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية في 30 يوليو 1930م ـ 4 ربيع الأول 1349هــ.
وكان من أسرة أدب وفقه، فأبوه عبدالله كان أديباً، وجده صالح بن علي الحارثي “ت: 1314هـ ـ 1896م” كان فقيهاً، نشأ أحمد الحارثي يتيماً، فكفله عمه صالح بن أحمد بن صالح الحارثي، ودرس القراءة والكتابة في مدارس القرآن الكريم، وقرأ علوم العربية على يد ناصر بن سعيد النعماني، وحمدان بن خميس بن سالم اليوسفي، وسعود بن حميد بن خليفين، ثم اعتمد على نفسه في مطالعة كتب الأدب واللغة.
أطلق عليه خلفان بن جميل السيابي “ت: 1392هـ ـ 1972م” لقب شاعر الشرق، والمقصود به شاعر المنطقة الشرقية من عمان، كونه ولد وعاش فيها، وذلك في قصيدة طويلة تبلغ 194 بيتاً قال فيها:
يا شاعر الشرق الشريف أتيتني
… بخريدة زفت على أخدارها
شغل الحارثي في حياته عدة مناصب حكومية، فقد عمل والياً على ولايات سمائل وإزكي وبدية، بعدها عين وكيلاً لوزارة شؤون الأراضي، ثم تولى رئاسة هيئة جمع المخطوطات بوزارة التراث القومي والثقافة، ثم رئيس مكتبة شؤون البلاط السلطاني، ثم عين مستشاراً في ديوان البلاط السلطاني حتى تقاعده.
له ديوان شعر بعنوان “الليالي البيض” (مخطوط)، وقد طرق في شعره العديد من أغراض الشعر كالمدح والرثاء والغزل والوطنيات والمراسلات النظمية مع معاصريه منهم : عبدالله بن علي الخليلي، وحمد بن عبيد السليمي، وجمعة بن سليم الخنجري، وأبو الفضل محمد بن عيسى الحارثي، وخلفان بن محمد المغتسي، ومحمد بن راشد الخصيبي.
دعي أحمد الحارثي يوماً لحضور سباق الخيل السلطاني السنوي الذي يقام في ميدان العاديات بالسيب، وحدث أن نفق حصان يسمى “ريح الشمال” حيث سقط صريعاً بعد اقتياده إلى أمام المنصة السلطانية بمناسبة فوزه وحصوله على مركز متقدم، فرثاه الحارثي بقصيدة منها:
توفى بعدما صَلى وَجَلَّى
… وراهُ الخيلَ في أقصى مَجَال
رأي أن تمَّ واجبهُ وأدَّى
… حقوقاً واجبات الامْتثالِ
وماتَ جَوَىً على شَرفٍ وفخرٍ
… وهُم فئة لها شرفُ الفِعَالِ
فماتَ أمام فارسِه المفدى
… وقد أدى التحية بالكمالِ
بعد هذه القصيدة دعي سنوياً ليلقى قصيدة عن الخيل في سباق الخيل السنوي، ونتج عن ذلك قصائد كثيرة عرفت بـ”الخيليّات”.
وصف الشاعر أحمد بن عبدالله بن أحمد بن صالح بن علي الحارثي أبو الحكم “1349 ـ 1416هـ ـ 1930 ـ 1995م” شاعر الشرق بعضاً من أحداث العصر منها حادثة زنجبار عام 1964م حيث كتب قصيدة رثائية:
أين تاجُ العَروس في شرق إفريقّية
… كانَ عرشَ ملكٍ وكرسِي
أين إكليلُ ذلك التاج أضحَى
… وسَناهُ غدا على أيِّ رأسِ
أينها الشعلةُ المضيئةُ ماذا
… أطفأ النورَ والظلامَ مُرسِّي
ورياضٌ مِنَ القرنفل خضْرٌ
… في جنان من الحدائقَ طلسِ
لم يرعها من الدواهي سوى ما
… طاف من طائف الخيال بمسّ
وعلى زنجبار قرَّتْ مراسِي الخوفِ
… مِن بعد أمنها يومَ نحسِ
توفي أحمد الحارثي بمحافظة مسقط في 22 سبتمبر 1995م ت 26 ربيع الثاني 1416هـ .
المصدر: الموسوعة العمانية الجزء الأول الطبعة الأولى ص١٠٥ – ١٠٧