مزون بنت سالم الجابرية
في ظل ما يشهده العالم من انتشار واسع لجائحة كورونا وتأثيرها على كافة جوانب الحياة، فقد تسببت الجائحة بتأثير بالغ على البيئة إيجابًا وسلبًا، حيث نرى في الجانب الإيجابي نشر الوعي بثقافة الحفاظ على البيئة وتكثيف الحملات والبرامج الخاصة بالتلوث والنفايات وأثرها على البيئة وتوعية الأفراد بضرورة صون البيئة والحفاظ عليها كما شهد العالم انخفاض التلوث وتحسّن جودة الهواء وطبقة الأوزون نتيجةً للقوانين والقرارات الصادرة لتقليل النشاط السكاني للحد من الفايروس.
ولقد فرضت السلطنة حظر التجول لفترة مؤقتة وإغلاق المناطق اللازم إغلاقها، وتفعيل نقاط السيطرة والتحكم، إضافةً إلى تقليل أعداد الموظفين في مقرات العمل مما ساهم في تقليل الحركة المرورية والنشاط الصناعي، وهذا بدوره أدى إلى انخفاض انبعاث الغازات الضارة بالهواء والبيئة الناتجة عن وسائل النقل ودُخان المصانع.
وفي هذه الفترة قام فنيون من هيئة البيئة بالمديرية العامة للشؤون البيئية بدراسة أثر التوجيهات وآليات التعامل مع الجائحة للحد من الفايروس لمعرفة مدى تغير جودة الهواء، ولُوحظ انخفاض معدلات التلوث وإعادة طبيعة البيئة.
أما الجوانب السلبية لهذه الجائحة تمثلت في استخدام الكحول والمواد الكيماوية بغرض التعقيم ضد الفايروس، مما أدى إلى التأثير العكسي على البيئة وإلحاق الضرر بها وعلى الهواء، كذلك الحاجة الماسّة لاستخدام كمامات الوجه والقفازات بكثرة، وكونها مصنعة من البلاستيك فإن هذا له أثر سلبي كبير على البيئة لاسيما أنه من المواد التي يصعب تحللها.
ومن السلبيات أيضا انعدام الثقافة والوعي لدى بعض الأفراد، حيث يقومون رمي المخلفات في غير الأماكن المخصصة لها وعودة تراكم النفايات في المناطق الطبيعية والأماكن العامة بعد السماح بالحركة والتجول.
من ناحية أخرى، قامت المؤسسات والجمعيات الصناعية بإعادة تدوير ما يمكن تدويره، وحاولت تصنيع منتجات صديقة للبيئة للحفاظ عليها والاستمرار في الحد من الملوثات، حيث تم تصنيع كمامات وقفازات من القماش يمكن إعادة استخدامها مرات أكثر بعد تطهيرها بدلًا من البلاستيكية، كما قامت بعض المؤسسات بابتكار أجهزة ومعدات لازمة من البيئة في ظل الجائحة كشركة صنّاع عُمان الذين قاموا بإعادة تدوير قناع الغطس وجهاز تنفس صناعي للمرضى المصابين بفايروس كورونا.
ومن هنا قام فريق صديق البيئة بجامعة الشرقية بعمل حملة إعلامية توعوية تحت مسمى «تأثير جائحة كورونا على البيئة» تناولت أثر الجائحة إيجابًا وسلبًا على البيئة، وتضمنت تثقيف الأفراد وتوعيتهم بأهمية البيئة وأثر المخلفات الناتجة عن الحياة الاجتماعية والحِراك السكاني عليها، وضرورة الحفاظ عليها بالحد من السلوكيات والممارسات الضارة بالبيئة.
ولاتزال الحملة قائمة في شتى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وسيقام المزيد من الأنشطة والبرامج في الأوقات القادمة.