المهند النعمان
قبل 9 سنوات تقريبا وفي إحدى رحلاتي التي كنت متجها فيها إلى المدينة المنورة عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، حان موعد نداء الصعود للطائرة، اتجهنا إلى سلم الصعود وصعد المسافرون جميعا.
دخلت الطائرة واتجهت إلى المكان المخصص لي وأسندت ظهري على المقعد، كنت منهكا ومتعبا وقتها فأغمضت عيني قليلا، وبدأت محركات الطائرة في إصدار أصواتها والعجلات في السير.
ومع بداية الإقلاع فتحت عيني ونظرت يمينا فإذا برجل على مشارف الأربعين تقريبا يجلس بجواري، اتسمت ملامحه بالهدوء والوقار، كان يرتدي زيا جميلا وعمامة زرقاء، تهادى إلى عقلي مباشرة سؤال: يا ترى من أي البلاد هذا الرجل.
مباشرةً وبحسب ثقافتي المحدودة والتي كانت تسعفني كثيرا في تلك الفترة، أدركت أنه من البلد الجميل سلطنة عُمان.
في الحقيقة، كانت معلوماتي في تلك الفترة محدودة جدا عن سلطنة عُمان، وأذكر أني لا أعرف حينها عن تلك البلد الطيبة سوى أن عاصمتها مسقط، وأن فيها مدينة جميلة تسمى صلالة يأتيها السائحين من مختلف الجنسيات والبلاد.
استقرت الطائرة في الأجواء، وبدأ الركاب بالتحرك وأضاءت الإنارة، التفت إلي الأخ الذي يجلس بجواري وكان اسمه فيصل ودار هذا الحديث:
الرجل: السلام عليكم
أنا: وعليكم السلام
*معك أخوك فيصل من العاصمة العمانية مسقط، أعمل في أحد معاهد العاصمة.
بدأ يسألني عن حالي وأساله عن حاله في انسجام جميل وتبادل للابتسامات، استغرقنا في الأحاديث حتى مر الوقت كالبرق، وحصلت منه على رقم هاتفه وهو أيضا حصل على رقم هاتفي، وطلب مني زيارته في مسقط وطلبت منه زيارتي.
وصلنا مطار المدينة وودع كل منا الآخر.
مرت سنين عديدة، وزادت ثقافتي عن عمان وشعب عمان وأرض عمان، فكأني أرى فيصل أمامي بسمته العجيب وإنصاته الرائع وثقافته العالية واحترامه الكبير.
صديقي فيصل هو نموذج لكل فرد عماني، في الكرم وحسن الخلق والسمت العجيب، كما أن الثقافة العالية هي مزيّة ملاصقة لهذا الشعب الأبيّ البهيّ البهيج.
فسلاما وحبا وصدق مودة إلى تلك القلوب الرحيمة إلى بناة المجد والنفوس الكريمة، وسلاما لعمان سلطانا وشعبا وأرضا.