حمد بن سعيد المجرفي
فى ظل تقلبات الحياة ، وما يعيق محيط العقول من التفاسير والمفاهيم ، فى كيفية التماشي مع مسيرتها ، والمغالطة فى مفهوم العيش بها وواقعها المرير ، يتطاول الكثير بالكلمات التى (تتأتئ ) بالمداهنات من أجل ترميم النفس لا من أجل أصلاحها .
فالكثير منا يعيش فى دوامة اللامبالاه ويسقط فى أضعف مواجهات الحياة ، ليس لعدم قوته ولا لضعف حجمه بل أسباب سقوطه إما لضعف تفكيره ووهن حسبانه أو تماشيا مع مسميات : فلتعش يومك بلا حسبان للغد .
فللحياة خط طويل ومسير عميق فى التماشى مع دوامة العيش بها والتماشي مع ما نواجهه من ضعف فى شتى الظروف ، فمن الخطأ بأن نحمل الحياة سوء إدارتنا ، وضعف تفكيرنا ، لننجي أنفسنا مداهنة للواقع أو ارضاءا للغير بقول الحياة وضعت علينا ثقلها ، فالحياه لم تولد فينا الأخطاء بل نحن من ارتكبنا الأخطاء نتيجة لعدم اتخاذ التدابير وسوء التصرف .
ولعل الكثير من نراه أمام اعيننا يمتلك المال فيتصرف به تصرف الأرعن بقول عيش يومك ، وهناك من يتطاول ويجري خلف الرفاهية بقول عيش يومك ، وهناك من يركض وراء المظاهر بمسمى عيش يومك ، فيتجاهل الكماليات ويسعى جاهدا يهرول خلف الجماليات تظاهرا ومظاهرا بنفسه ومراهنا على أنه يعيش فى السعادة ، ليأتي معاتبا الغد على ما آل إليه من شظف العيش وما حل به من عناء ومعاناة .
فعتاب النفس أولى من عتاب الحياة ، وانتقاء الكلمات والمسميات فى العيش بالحياة هى حياة بواقع جميل لمن أراد أن يساهم فى وضع البصمة الجمالية للحياة بفكر عميق لا بذهول وشرود ، فمن يتوقع بأن حياته تكون سيئة بلا أي حال يعيش فى أسوء الحياة ويسقط فى أتفه الظروف ، بينما من رسم لحياته الاهداف وتماشى مع مسيرتها بكل تفكير ، ليضع حسابه للغد ، فالغد يجمله ما نحمله له من حسن التدابير لا من أسوء التصرف وسوء التوقعات ولا من كاهل حمل المعاناة .
فالإيجابي ينظر لواقع الحياة بأن يعيش اليوم من أجل الغد ، بينما السلبى يعيش يومه من أجل يومه ومن أجل نفسه .
لنعلم بأنه ولدت في اللنفس فطرة ألا وهى الرغبة .
ولكسر هذه الرغبة لن يكون إلا بالقناعة ، والنظر للحياة بعين الرضا .