مسقط- شؤون عمانية
حصلت الباحثة غنيمة بنت سليمان بن محمد الشكيلي على درجة الماجستير في الآداب، تخصص العمل الاجتماعي، قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس كأول دراسة بحثية بالسلطنة تتناول واقع الاستهواء الفكري لدى الطلبة ودور وسائل التواصل الاجتماعي في انتشاره؛ حيث شهد المجتمع العُماني في الآونة الأخيرة حراك ثقافي واسع، وتصدي معلوماتي كبير لما يتم تداوله من أخبار وأفكار وآراء وعلاقات اجتماعية؛ نتيجة لاستخدام الشبكة المعلوماتية العالمية، إلا أن أبرز سلبيات هذا التفاعل الثقافي ما يستهدف تفكير الأبناء، لاسيما الاستهواء الفكري، الذي يتمثل في تقبلهم للأفكار التي تصلهم دون تدقيق وإعمال للعقل، خاصة أن شخصياتهم لاتزال في طور النمو والتشَّكل، وقد لوحظ في الوقت الحاضر انتشار أفكار وسلوكيات غريبة يتبناها الطلبة، ويتأثرون بها تمثلت في شكل الملبس، ونوع المأكل، وآداب الحديث، والتعامل مع الآخر، وحتى التعامل مع الذات؛ وذلك نتيجة لاستخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد هدفت الدراسة الكشف عن واقع الاستهواء الفكري لدى طلبة التعليم ما بعد الأساسي في محافظة جنوب الباطنة، التي طبقت عليهم الدراسة، كما سعت إلى التعرّف على خصائص الطلبة ممن لديهم قابلية للاستهواء الفكري، ومعرفة الأسباب التي تزيد من قابلية الطلبة للاستهواء الفكري الى جانب تحديد الأثار المترتبة عليهم.
وقد أشرف أكاديميًا على الدراسة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن صوفي عثمان من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس كمشرف أول، والدكتور حمود بن خميس النوفلي كمشرف ثانٍ.
وقد توصلت الدراسة إلى عددٍ من النتائج، منها: أن هناك خصائص يتسم بها الطلبة تجعلهم عرضة للاستهواء الفكري. وجاءت الخصائص السلوكية بالمرتبة الأولى تلتها بالترتيب: الخصائص الإدراكية، الخصائص النفسية، والخصائص الاجتماعية. كما تشترك العوامل الذاتية والعوامل البيئية للطلبة لتكون سببًا في وقوعهم في مشكلة الاستهواء الفكري. وأظهرت نتائج الدراسة أن الأسباب الذاتية أكثر تأثيرًا على الطلبة. وقد أثبتت النتائج كذلك وجود علاقة ارتباطية موجبة ودالة احصائيًا بين محور خصائص الطلبة ممن لديهم قابلية للاستهواء الفكري وأبعاد محور وسائل التواصل الاجتماعي، وأن مشكلة الاستهواء الفكري أثرّت سلبًا على الطالب كتقصيره في الجانب الديني، وانخفاض مستواه التعليمي، ووقوعه في مشكلات نفسية، وعدم المبالاة تجاه الآخرين وتجاه نفسه، والشعور بضعف الانتماء للوطن، ومشكلات أخرى تتعلق بعلاقته بوالديه ومدرسته وأصحابه.
وقال الأستاذ الدكتور عبد الرحمن صوفي: “أن لجنة المناقشة أثنت على أهمية موضوع الرسالة، وحداثته وأهميته للمجتمع العُماني، كما وصفت اللجنة رصانة البناء النظري التي اعتمدت عليه الباحثة، وسلامة الإجراءات المنهجية المستخدمة وملائمتها لتناول موضوع الرسالة. وقد استطاعت الباحثة من خلال دراستها الوصول إلى مجموعة من النتائج التي حققت أهدافها، كما توصلت إلى اقتراح برنامج للتدخل المهني للخدمة الاجتماعية لمواجهة هذه المشكلة في الوقت الحالي من جانب الاخصائي الاجتماعي الذي يعمل في المجال التعليمي”.