مريم الشكيلية
شهر رمضان شهر العبادات والطاعات وإعادة ترتيب الحياة ، كل هذا بوجود روحانيات هذا الشهر الكريم ونتلمسها بمشاعرنا مما يجعل النفوس المؤمنة وكأنها تدخل في محراب العبادات والطاعات بطاقات إيجابية وكأن الحياة من حولنا تتحول إلى عالم فردوسي جميل..
يستشعر المسلم بهذه الروحانيات في شهر رمضان المبارك من خلال فريضة الصيام وما يحتويها من فضل عظيم وما يرافقها من عبادات وطاعات. ومن كرم الله علينا إنه يهيئ لنا أجواءاً لهذه النفحات الإيمانية وهذه الأجواء تدخلنا في روحانيات الشهر،ةفالعبادة -كالصلاة مثلاً- هي موجودة ومفروضة علينا في جميع أيام السنة ولا تقتصر في شهر معين دون آخر ولكن في جو ونسمات الشهر الفضيل تشعرك وكأنك كل جوارحك تصلي، وكأنك تتذوق طعم الصلوات الخمس ليصلك هذا الشعور إلى النوافل فتجد نفسك تؤديها بكل قابلية وفرح.. حين نتنفس روحانيات الشهر الكريم تجعلنا وكأننا نمسك بأيامه وساعاته ونحزن حين يمر يوم وتتناقص الثلاثين يوماً منه نحن في الحقيقة نقلق وكأن هذه الأيام المباركة تطفي على عباداتنا والفرائض بمسك الروحانية وكأننا معها نسير في طريق لازوردي… حتى تلك الأشياء والأثقال الجاثمة على صدورنا من منغصات الحياة نكاد لا نشعر بها وكأنها وضعت أثقالها عند عتبة هذا الشهر الكريم وكأننا ننفض عن أنفسنا ركام الأيام الخالية…
هذا الزائر الكريم أقبل إلينا هذا العام ونحن في هذه الظروف الصعبة والأحداث الأليمة المتلاحقة نشعر معها بحزن؛ لأننا لم نعتد على رمضان بهكذا وضع ولكن يمكننا أن نقلب التفكير بصوره معاكسه بحيث نقول لأنفسنا إن الله تعالى ما أوجد شيئا إلا بحكمة منه وأمره، ونحن كمؤمنين نؤمن بالخير دائماً من الله تعالى لذلك كيف لا نستغل هذا الوضع ونستشعر هذه الروحانيات بعيداً عن ضجيج اللقاءات والإنشغالات الخارجية ونمسك بهذه النفحات المباركة بأن نعيشها حتى في هذا الوضع الاستثنائي ولننظر حجم القرب والتقرب والطاعات وشحن أرواحنا وعمق تأملاتنا ونحن بعيدين عن تلك الإنشغالات حتى إن هذه الروحانيات ستساعدنا في التقليل من التفكير والقلق والتوتر الذي أوجده هذا الوضع متيقنين إن الله تعالى سوف يمن علينا بفرجه ولطفه..