منى بنت سالم المعولية
لنبدأ حديثنا بعدة تساؤلات: من الذي ينصب لمصلحته بهدف أن تتعثر البلد وأن تقف أو بعبارة أدق ” أن تتأخر”؟!.
ماذا يعني أن نعيش أحلاما مزيفة؟ أن نقف طويلا على مجسمات المدن العائمة، تلك المدن التي لا نرى منها سوى تصريحات المسؤولين وخرائط الوعود، ولائحات عن الجنة الموعودة التي ستكون كلها زرقاء لتبقى في النهاية طيفا أقصى حدوده الحلم.
نحن ودولة مجاورة لنا نفس الظروف من المناخ والموقع وربما يكون موقع عمان هو الأكثر حظا، لكن ما الذي يجعل المستثمرين يهربون بأموالهم نحو القمم البعيدة، تاركين لنا مقاعد فارغة في أسفل الهمم والإرادة؟، يا ترى من هو العدو المنغرس بيننا والمزروع مثل الفخ تحت الرمل، يصطاد تحركنا ويلجم مسيرنا فنتعثر ولا نصل؟.
كم حجم المشاريع التي تسقط كجنين لم يكتمل وبكم تقدر خسارتها؟، نبدأ من الشارع البحري المتثائب ككهل قلت نبضات قلبه ينتظر المعجزات ليشفى، ذاك الشارع الذي جرف خلفه الكثير من المليارات وأغرق كاهل الدولة ولم يجهز، أو المدينة الزرقاء المطلة على جزر السوادي، بقيت الجزر في ثباتها ولكن الحلم الأزرق قد أصبح رمادا، مشروع يفرش ذراعيه حاملا بين زوايا بنايات مهجورة أو مبنية نصف بناء.
هناك أسرار لا يلمح البصر تفاصيلها، محشورة في صدور المطلعين عن قرب بخباياها، ثم يأتي من يعرقل مشروعا آخرا يريد أن يتنفس ولا يستطيع.
ما هي قصة المستثمر الكندي الذي جاء بحلمه إلى عين صحار راسما في مخطوطاته مشروعا شبيها لمشروع النخلة “عين صحار”؟، وإن سلّمنا أنه لا توجد أيادي خفية تسعى لإيقاف هذا منذ تسعة أشهر حتى اللحظة، وإذا سلمنا أن ما يحدث وما يحتاجه من موافقات والإطالة في الإجراءات هي بسبب البيروقراطية الروتينية، إذا فلنقفز خارج أسوار البيروقراطية لأن مشروعا ضخما كهذا سيوفر مئات الوظائف للباحثين عن عمل.
هذا المشروع الذي يعد سياحيا بالدرجة الأولى، يهدف لبناء مرسى لليخوت في خور صلان وبرج ومطاعم وفلل ويأخذ من البحر كيلو مترات ليبدو أجمل، يأتي للبلد في عمق حاجتها إليه وفي وقته، لنصده ونتراكله ككرة قدم بين دهاليز الجهات، لأن كل جهة تدفعه إلى أخرى أو لأنه يجب أن يطرق أبواب جميع المسؤولين لكي يجد ضالته.
إننا نحتاج للكثير من المرونة والكثير من التنازلات والقليل من العطاء لنكسب، نحتاج أن نُخرج ذلك الأناني الذي يعيش بيننا، ذاك المجهول الملقى على ذمته كل الفشل، الذي يسعى إلى أن يدمر أحلامنا ويوقف مشاريعنا وتحضرنا، ليجعلنا نعيش بؤس النقص والمقارنة بالغير.
إن عمان بحاجة للمستثمرين، وحين يأتي المستثمر نقدم له ألف فرصة للهرب!.
بالتأكيد إن ما يحدث يحتاج لوقفة وللتغيير من النمطية العادية إلى متطلبات الحاضر، فالعالم اليوم أصبح كقرية صغيرة يستطيع المرء فيها أن ينهي كل معاملاته بضغطة زر، دون الحاجة إلى إجراءات بيروقراطية تجهض حماسة المستثمر أو تنفره.
وأخيرا؛ أضع بين يديكم رابط حلم النخلة، المشروع الذي على وشك أن يُجهض ويهرب مستثمره الكندي إلى ديار أخرى تفرش له مساحاتها كحضن يتوسده:
http://portal.californiaint.com/oman/suhar-eye/