شؤون عمانية- فايزة محمد
كان المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- رمزا للعدالة والسلام والسير نحو نهضة بلاده دون أن يهمل تراث الأمة وحضارتها وعراقتها، حسب ما أكده العديد من النشطاء والمثقفون والمسؤولون في الكثير من الدول العربي والأجنبية.
وقد تحدث لصحيفة “شؤون عمانية” عدد من المثقفين والنشطاء عن السلطان قابوس ورؤيتهم لهذا القائد العربي الذي رحل عن عالمنا يوم السبت الموافق 10 يناير 2020.
*السر في سلطنة عمان
ترى الدكتورة اللبنانية دلال عباس أن سلطنة عمان تتميز بسر خفي يميزها عن غيرها من باقي الدول العربية والأجنبية، ويظهر ملامح هذا السر في الثقافة التي يتمتع بها أهل السلطنة من المسئولين وعامة الشعب.
وتقول في حديث لها مع صحيفة “شؤون عمانية” إنه من خلال تعاملها مع عدد من مواطني السلطنة، توصلت إلى أن هذا السر يكمن في الدستور الذي ضمن حقوق المواطنين وعرّفهم واجباتهم، وفي السلطان قابوس الذي جعل عمان واحةً جميلةً أنيقةً بالإنسانيّة.
*السلطان قابوس مصدر الأمان
وفي رأي الدكتور السعودي زيد بن علي الفضيل، فإن السلطان قابوس كان بمثابة عمود الارتكاز الذي يستمد منه الوطن العربي الأمان والحكمة، معتبرا أنه ضرب للعالم كله أفضل الأمثلة في القواعد السياسية الشرعية، من خلال استيعابه قيم التاريخ ومضامينه.
وأشار إلى أن الأمة كلها كانت تسترشد بالسلطان الراحل حين يقعون في مأزق أو تظلم بهم طرق السياسة ويعتبرونه المخرج والمرشد لهم بحكمته وبصيرته.
*عمان النهضة والحفاظ على التراث
أما الشاعر الإيراني، موسى بيدج، فحكى تجربته خلال الأيام التي قضاها في السلطنة، موضحا أنه لاحظ عمق التراث والعراقة التي حافظ عليها السلطان قابوس.
وأضاف أنه على الرغم من التقدم والنهضة التي شهدتها سلطنة عمان خلال فترة حكم «قابوس» إلا أنها ما زالت تحتفظ بموروثها الثقافي والتراثي والحضاري.
الموروث الثقافي لعمان، هو حضور قائد مثل السلطان قابوس المعزز الذي صنع لشعبه مجداً قل نظيره… رحمه الله…
*قابوس مصدر الإلهام
وعبّر الناشط السعودي، فهد علي ال جريب، عن حزنه بعد سماع خبر وفاة السطان قابوس، مؤكدا أنه كان قائدا مثقفا وسياسيا محنكا وإنساان عظيما.
ولفت إلى أن تفاني السلطا قابوس كان سببا في ازدهار عمان وتطورها حضاريا وإنسانيا، كما أن ذكر اسمه يرسخ في الأذهان بالسلام والقيادة الحكيمة.
* سيبقى قابوس في تفاصيل حياتنا
وتشير السورية أسماء سويد، إلى أن السلطان قابوس استحوذ على العقول والقلوب ببناء الإنسان قبل الأوطان، وحزن الجميع لرحيله.
وأكدت أنه يجب على الأمة أن تسير على خطاه في المستقبل وأن تستكمل مشوار النهضة التي بدأها، مضيفة: «سيبقى قابوس في تفاصيل حياتنا وأحلامنا وأهدافنا وإنجازاتنا وتميزنا ليكون فخورا بعمان وأهلها كما خطط لها، ولنكون شامة بين الأمم لأننا قابوسيون حتى النخاع”.
*عمان الدولة المستقلة
من وجهة نظر الكويتي محمد صالح صرخوه، فإن السلطان قابوس نجح وحده في أن يجعل من عمان دولة مستقلة غير خاضعة لأحد، كما نجح في أن يستقل بالإنسان لبناء عقله ويحقق التطور لشعبه.
واعتبر أن سر نجاح سلطنة عمان تحت قيادة السلطان قابوس كان في المنهج الذي اتخذه وهو عدم التفريق بين أبناء شعبه وحسن معاملة الوافدين، مشيرا إلى أنه برحيل «قابوس» أثقل كاهل الأمة.
“الحاكم الذي رسم آلية العدل والمحبة والسلام والتمنية في السلطنة»، هكذا بدأ الراعي لمنتدى “الكلمة حياة” بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، عبد الرازق الحواج، حديثه عن السلطان قابوس، معتبرا أن السلطنة كانت نموذجا للمحبة والسلام.
وأضاف “رحمك الله أيها السلطان سلطان الحكمة رحمة الأبرار، وجعل السلطان الذي سيخلفك خير خلف لخير سلف ماشيا على منهاجك وبصماتك التي جعلتنا نعشق السلطنة قلبا وقالبا، ودامت عمان قدوة للغير في عالم المحبة والسلام».