موسى بيدج*
لم أمكث في عمان سوى أياماً معدودات؛ لكنني تلمست عمق تراثه وعراقة ميراثه. هذا الأمر ليس بالغريب في تاريخ البلدان وجغرافياها. فالتاريخ يخلد العظماء من علماء وشعراء وكتاب ومبدعين. اولئك الذين يحملون تراث بلادهم في قراطيسهم وأسفارهم. ومع هذا يجب أن لا ننسى أن التاريخ وحده لا يتمكن من حمل أمانة كهذه، إلا بتوفر شروط أخرى. فالأمة وحضارتها – ماضيها وحاضرها – لا تستقيم إلا بوجود رجال يصونون هذا التراث بعقول نيّرة وعزم كبير. هؤلاء هم قادة تلك البلدان.
ما رأيته وما قرأته عن سلطنة عمان، خلّد لي هذا اليقين بأن وراء كل هذا الإزدهار والتنمية الحضارية والقفزة الكبيرة من حياة التقليد الى الحداثة مع صيانة الموروث الثقافي لعمان، هو حضور قائد مثل المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- المعزز الذي صنع لشعبه مجداً قل نظيره… رحمه الله…
*شاعر ومترجم إيراني