العمانية- شؤون عمانية
قالت الروائية العُمانية جوخة الحارثية إن روايتها “سيدات القمر” تسلط الضوء على التحولات التي أحدثها التطور التاريخي على المجتمع العُماني وتحديدًا النساء.
جاء ذلك خلال ندوة حوارية استضافها معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته 38 وأدارتها الإعلامية رانيا سعدي، تطرقت فيها الحارثية لفوزها بجائزة مان بوكر الدولية، وعلاقة الترجمة في إيصال الإبداع العربي
للعالم، وتاريخها في مجال الكتابة الإبداعية.
ودعت الحارثية الأوساط الثقافية والقراء إلى الثقة أكثر بالأدباء العرب خاصة الذين فازت مؤلفاتهم المترجمة بجوائز عالمية.. لافتة إلى أن الترجمة تقود للفوز بالجوائز.
وقالت في سياق حديثها عن روايتها: أنا حملت بلادي وتاريخها وتشابكات العلاقات فيها ونقلتها بلغتي العربية للعالم، ليتعرف عليها، وأنا أؤمن بأن الأدب ذو طابع إنساني. أنت تخاطب جميع البشر من خلال ما تكتبه، لكن على الكاتب الجيد أن يختار الوسيلة الأنجح التي يستهدف بها جمهوره”.
وأوضحت أن فرصة ترجمة روايتها إلى اللغة الإنجليزية أتيحت من خلال مارلين بوث، الكاتبة والباحثة والمترجمة الأمريكية للأدب العربي، والتي قرأت النص فراقَ لها فتحمّست لنقله إلى القراء بالإنجليزية.
وأكدت أن الترجمة فتحت لها بوابة الوصول إلى القارئ الأجنبي.. قائلة : “أؤمن بأن الترجمة هي الجسر الذي يوصل الإبداع للقراء بلغات مختلفة. والكاتب لا يترجم أعماله ليُنشر في النطاق المحلي، وإنما للوصول إلى العالم.
وأتمت : لقد أسهمت الترجمة في حصول روايتي على جائزة عالمية، لكن هذا لا يعني أنها لا تحتفي بثقافة بلادي”.
وتوقفت الحارثية عند التقنيات التي استخدمتها في “سيدات القمر”، حيث تحدثت من خلالها بأصوات ثلاث نساء عشنَ خلال مرحلة مهمة من تاريخ سلطنة عُمان، وسلّطت من خلالهن الضوء على ما يدور من علاقات بين النساء البطلات وعائلاتهنّ، وكذلك صراعاتهنّ مع الحبّ والعاطفة والهجرة ومشاعر الفقد، لا سيما وأنهن نشأن وترعرعن في بيئة محافظة.
وتطرقت الحارثية إلى تجربتها في الكتابة للأطفال، حيث أكدت أن الكتابة لهذه الفئة صعبة مقارنة بالكتابة للكبار وقالت: قصصتُ على أطفالي الكثير مما تمتلئ به ذاكرتي من حديث الجدات والموروثات الشعبية، ووجدت أنهم يرغبون بالمزيد، لهذا بدأت بسرد قصص من نسج خيالي عليهم واكتشفت بأنني قادرة على كتابة هذا النوع من الأدب وعندما كانوا يتفاعلون معي أدركت أنني في الطريق الصحيح”.
يشار إلى الحارثي أصدرت ثلاث روايات هي: “منامات”، و”سيدات القمر”، و”نارينجا.. البرتقال المرّ” التي نالت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، وصدر لها أيضاً ثلاث مجموعات في القصة
القصيرة، كما تُرجمت مختارات من أعمالها إلى اللغات الصربية والكورية والإيطالية والإنجليزية والألمانية.