حمد بن سعيد المجرفي
حياة تتجدد ، ولحظات نعيش واقعها ، ونواكب أحداثها ، فاللحظة التي تحين علينا ونحن أحياء نعاصرها بالثواني التي نعيش فيها ، والغد مجهول فى علم الغيب .
لا يتغير الزمان ، ولا المكان وإن تعافى عليه الزمن ، وهدم فيه الإنسان وبنى ،تبقى بقعة الأرض نفس الأرض .
لنعلم بأن الإنسان هو أداة التغير ( إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم ) .
أكثر من حولنا ينسبون التغيير للزمن ، ليرمو كاهل أثقالهم على الزمن ليخفف من صدورهم العناء ، متجاهلين ما يتكبده الزمان من صنائعهم ، وما يؤول إليه من جراء ما يرتكبونه من جرم فى حق أنفسهم ، وما يقفون عليه من أخطاء فى حق غيرهم .
فإذا كان الشعور بالذنب توبة ، فهل يدرك من يسيء ويلقي اللوم على الزمان ما يرتكبونه من خطأ وحماقة ليتجاهلوا عيوبهم ، ناهيك عن الكثير ممن يحيكون الكلام بالألغاز ، ليطيحوا به غيرهم ، ليصبح بين أمرين : إما حديث بين ألسنة الناس ، أو الزج به فى متاهات لا مخرج منها سوى المساءلة .
عندها يصبح الكثير من حولنا يتصيّد الأخطاء فى الماء العكر ، غير مبالٍ بما توسوس به نفسه من خباثة وحماقة ، وما يحيكه من كلام ليجاري بها سوءة من يثق بحديثه ، فيقال عندما تعمي البصيرة عمياء البصر !
فكم من بصيرة عمياء ، أعمت عينا صاحبها وسودت قلبه وانعدم الوفاء عنده. في المقابل ، كم من وفاءٍ غطى على سوءة أشخاص لكي يدوم ما بينهم الود ، ناهيك عن من يحيك لك الكلام بالمقلوب ، أو من ينسب إليك كلاما مزريا ، أو يطعن بالحديث مستغلا استغفالك ، ليجعل من غفلتك دليلا لإطاحتك وتشويه سمعتك .
لذا علينا بأن ننتقي الكلمات الملقاة منا ، ونتأنى فى الردود على الكلام الوارد إلينا ، لنزن حجم الكلام وثقله ، ولكي لا نصبح آلة تجرها أهواء من حولنا، ونتصارع مع ضعاف النفوس .
كما علينا بأن لا نقوي ساعدهم بأخطاء نرتكبها فى حق أنفسنا ، غير مبالين بما يؤول علينا من سوء ، فلنضع حدا ما لمخاطبة العقول ، وعلينا بأن نقف عند نقطة معينة ، بحيث نستطيع الإنسحاب بسلام فى حين تم الزج بِنَا فى مسير أعوج .
فاذا يقال بأن الضرب فى الميت حرام ، نثق تماما بأن النقاش مع الجهلاء جهل ، ومع العقلاء عقل ، وهنا نعى تماما من خلال المجاراه ‘ بلحظة سقوط الأقنعة’ ..