العمانية: شاركت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم في أعمال الدورة التاسعة والثلاثين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة(اليونسكو) المنعقدة حاليا في مقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس وتستمر حتى الرابع عشر من شهر نوفمبر الجاري.
وقد ألقت معاليها كلمة السلطنة أمام المشاركين في أعمال الدورة التاسعة والثلاثين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة(اليونسكو) حيث نقلت معاليها :” تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وتمنياته الصادقة لأعمال المؤتمر بالنجاح والتوفيق وتطلعات جلالته لعالم يسوده التفاهم والمحبة بين كل الشعوب، والتعاون البنّاء لتعزيز الأمن والسلام الدوليين.
وأشارت معاليها إن السلطنة تتابع بارتياح سير عمل المنظمة في المجالات المختلفة، وبمناسبة انتخاب أودري أزولاي مديرةً عامةً لمنظمة اليونسكو، يسر السلطنة تهنئتها، متمنيةً لها التوفيق في أداء المهام الموكلة إليها، كما تتقدم السلطنة بخالص عبارات الشكر والتقدير لمعالي إيرينا بوكوفا المديرة العامة على الجهود التي بذلتها، والإنجازات التي حققتها طيلة الثماني سنوات الماضية لخدمة المنظمة وأهدافها.
وقالت معاليها إن من المبادئ الأساسية لليونسكو تعزيز الحوار والتسامح واحترام التعددية الثقافية، وغرسها في عقول الناشئة، حيث إن العالم اليوم في أمسّ الحاجة إلى التذكير بهذه المبادئ والقيم لتعم المحبة والألفة بين الشعوب، وهذا نهج تتبناه السلطنة في علاقاتها المتزنة مع جميع الدول والشعوب وأن ثقافة الحوار والتسامح ونبذ التطرف تعتبر من المبادئ الأصيلة عند العمانيين عبر التاريخ.
وبينت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم: إن مساعي اليونسكو الحثيثة لحماية التراث وتعزيزه ونقله وتشجيع أشكال التعبير الثقافي المختلفة تؤكد الدور القيادي لهذه المنظمة العريقة في مجال الثقافة بصفتها المنظمة المعنية ببناء القدرات وتحفيز التعاون الدولي في المجال الثقافي.
وأكدت معاليها ان نظرة السلطنة للتراث الثقافي نظرة عميقة تؤهلها بجدارة واستحقاق للمشاركة الفاعلة في قضايا التراث العالمي، ويظهر ذلك جليا في تشجيعها للبحث العلمي في مجال التراث، ودعمه من خلال تأسيس برنامج استراتيجي في التراث الثقافي العماني؛ للمساهمة في تعزيز الجهود المبذولة للمحافظة على الإرث الثقافي.
وتطرقت معاليها إلى مسألة ضمان توفير تعليم ذي جودة والتي تعد من أبرز التحديات التي تسعى الأسرة الدولية إلى تحقيقها؛ لبلوغ أهداف التنمية المستدامة .. مؤكدة ان الخطوات الإجرائية التي اتخذتها اليونسكو ومكاتبها الإقليمية في مجال التعليم ” تستحق الشكر وجديرةً بأن تكون مثالاً يحتذى به”. وقالت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ان السلطنة تعرب عن قلقها الشديد تجاه وضع اللاجئين وازدياد أعدادهم الأمر الذي أثر على التعليم وتحث المجتمع الدولي على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتأمين سبل العيش الكريم، ومكافحة التمييز في مجال التعليم، وبناء رؤية مشتركة لبيئة تعليمية أكثر فاعلية لهذه الفئات.
كما أشارت معاليها إلى الاستثمار في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار والذي يعد عاملاً أساسيا في تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي، وهو ما تؤكده اليونسكو وتسعى إلى تعزيزه، وإن السلطنة تؤمن بأن الابتكار والبحث العلمي من الأولويات التي تساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في التعليم، لذا تبنت استراتيجية وطنية للابتكار تستجيب بشكل فعال للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والبيئية. وأضافت ان السلطنة تشيد بالجهد الذي يقوم به البرنامج الدولي لتنمية الاتصال باليونسكو وبرنامج المعلومات للجميع في تنسيق الجهود بين الدول الأعضاء، وتعزيز استفادة البشرية من وسائل الاتصال، وإتاحة المعلومات للجميع.
وأوضحت معاليها ان تنفيذ استراتيجية عمل اليونسكو المحدثة بشأن تغير المناخ يحتاج إلى مزيد من تظافر الجهود بشكل يسهم في المشاركة الفاعلة لليونسكو في الدورات المقبلة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ .. مؤكدة ان قضايا البيئة والتغير المناخي والحفاظ على الموارد البيئية واستدامة الموارد الطبيعية تمثل أولوية ضمن استراتيجيات السلطنة والتزامها باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والاتفاقيات الأخرى المتعلقة بهذا الشأن.. وتثمن السلطنة الجهود التي تبذلها اليونسكو فيما يخص مشروع إعلان المبادئ الأخلاقية المتعلقة بتغير المناخ.
وأكدت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم ان للسياحة دوراً مؤثراً في تحقيق التنمية المستدامة وهو ما أكدت اليونسكو عليه وأعلنت عام 2017م عاماً دولياً “لتسخير السياحة المستدامة من أجل التنمية” وفي هذا الإطار نتقدم بالشكر للمجلس التنفيذي على اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به السلطنة حول دور اليونسكو في تسخير السياحة المستدامة لخدمة التنمية، وبناء عليه سوف تستضيف السلطنة خلال شهر ديسمبر القادم مؤتمرا عالمياً حول السياحة والثقافة لتعزيز التنمية المستدامة الذي تنظمه اليونسكو بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية .
واختتمت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتأكيد على ضرورة الالتزام بمسؤولياتها وتقديم أوجه الدعم اللازم لتمكين المنظمة من القيام بالدور المنوط بها لخدمة الإنسانية