فايزة محمد
“ان الوطن في مسيرته المباركة، يحتاج إلى كل من الرجل والمرأة، فهو بلا ريب كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضًا منكسرًا؟ هل يقوى على هذا التحليق؟!”
جلالة السلطان قابوس بن سعيد – حفظه الله –
لقد كان الاهتمام بالمرأة والحرص على مشاركتها في مسيرة البناء والتنمية من ضمن أهم أولويات النهضة المباركة في سنة 1970، عن طريق توفير التعليم المناسب لها مع أخيها الرجل، ثم فتح المجال لها من أجل المساهمة في مسيرة النهضة جنبا إلى جنب مع الرجل. ونظرا لأهمية مشاركة المرأة بجميع مجالات التنمية في فكر جلالة السلطان المعظم فقد كان لها حضورا بارزا في كثير من خطاباته وأحاديثه الصحفية – حفظه الله -، منها خطاب جلالته بمناسبة افتتاح مجلس الشورى للفترة الثانية بتاريخ 26 / 12 / 2004 حيث قال – حفظه الله – : ” إننا ندعو المرأة العُمانية في كل مكان في القرية والمدينة في الحضر والبادية في السهل والجبل أن تشمِّر عن ساعد الجد وأن تسهم في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية كل حسب قدرتها وطاقتها وخبرتها ومهارتها في المجتمع، فالوطن بحاجة إلى كل السواعد من أجل مواصلة مسيرة التقدم والنماء والاستقرار والرخاء.”
كما أكد جلالته على أهمية مشاركة المرأة العمانية في مسيرة التنمية في خطابه الذي القاه في مجلس عمان بتاريخ 16 / 11 / 2009 حيث قال: لقد أولينا، منذ بداية هذا العهد اهتمامنا الكامل لمشاركة المرأة العمانية، في مسيرة النهضة المباركة فوفرنا لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف ودعمنا دورها ومكانتها في المجتمع، وأكدنا على ضرورة إسهامها في شتى مجالات التنمية، ويسرنا ذلك من خلال النظم والقوانين التي تضمن حقوقها وتبين واجباتها، وتجعلها قادرة على تحقيق الارتقاء بذاتها وخبراتها ومهاراتها من أجل بناء وطنها، وإعلاء شأنه” . و قد أثبتت المرأة العمانية طوال سنوات النهضة التسع والأربعين جدارتها في جميع المجالات التي عملت فيها، سواء المناصب القيادية التي تبوأتها ، أو المهن الطبية والتعليمية والإدارية والثقافية والعلمية، وغيرها.
وتتويجا للاهتمام السامي بالمرأة العمانية وتقديرا لدورها في نهضة المجتمع والتنمية فقد أمر صاحب الجلالة بتخصيص يوم 17 أكتوبر من كل عام يوما للمرأة العمانية، وتحتفل المرأة في هذا اليوم بمختلف محافظات السلطنة بهذا التكريم السامي لها، حيث تقام احتفالات وتنظم ندوات تناقش فيها المرأة قضاياها المختلفة وتطلعاتها المستقبلية في خدمة الوطن.
ونظرا للاهتمام السامي للمرأة فلا نستغرب أن تحوز السلطنة عام 2018 على المرتبة الأولى في تمكين المرأة العمانية، وفقا للتقرير السنوي الصادر عن مركز دراسات مشاركة المرأة العربية التابع لمؤسسة “المرأة العربية” التي تتخذ من باريس مقرا رئيسيا لها. وجاء في التقرير الذي نشره موقع ” الجزيرة نت ” بتاريخ 17 / أكتوبر / 2018 أن المرأة في السلطنة تحصل على كافة حقوقها.
واليوم، ونحن على أعتاب انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة، فإننا نتطلع إلى أن يكون تمثيل المرأة مشرفا ويعكس الاهتمام السامي بها، ونتمنى من المجتمع أن يدرك أن المرأة العمانية أصبحت قادرة على ممارسة دورها البرلماني وتستطيع أن تخدم مجتمعها تحت قبة المجلس، ولا نرى هناك من داعٍ أو مبرر للتردد بترشيح المرأة لعضوية مجلس الشورى، خاصة إذا كانت المرشحة تمتاز بالكفاءة والعمل الوطني المشهود، فالمرأة فرضت وجودها واستطاعت أن تبرز قدراتها القيادية في المؤسسات الحكومية والخاصة التي تعمل فيها، كما أنها أثبتت من خلال ما اطلعنا عليه من برامجها الانتخابية أنها تملك رؤية ورسالة لخدمة الوطن. وأخيرا؛ فإنه رغم الانجازات التي حققتها المرأة في المجالات المختلفة، فإنها تملك تطلعات كثيرة لخدمة وطنها وتعزيز دورها في المجتمع.