شؤون عمانية- جمانة اللواتي
أيها الشعب..
سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل افضل ، وعلى كل واحد منكم ، المساعدة في هذا الواجب.
كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة ، و إن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى ، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي ، كانت عمان بالأمس ظلام ولكن بعون الله غدا سيشرق فجر جديد على عمان وعلى أهلها .
قابوس بن سعيد / سلطان عمان
كان هذا الخطاب ذا وقعٍ كبير على الشعب العُماني الذي كان يعاني داخل البلاد وخارجه ، لقد كان بريق الأمل الذي تمسك به العمانيون و تطلعوا لحاضرٍ منير مختلف ، الجهد المضني الذي تكبده جلالة السلطان لم يلتمس ثماره من عاصر تلك الفترة فحسب بل امتد الأمر إلى يومنا هذا ليجعل شباب عمان كذلك فخورين بقائدهم .
النظرة الحكيمة وممارسة العمل الدؤوب لم تقتصر على التعليم والصحة فقط ، بل رسمت سياسة سلم و سلام مع الجميع وبنت علاقات دولية دبلوماسية ذات نظرة ثاقبة ، رأى الشعب العُماني نتاجها على مر السنوات و في مختلف الظروف .
هذا اليوم ليس ذا أهمية للأجيال السابقة فحسب ، بل لهذا الجيل كذلك ..
كلٌ حسب رؤيته الخاصة ..
“شؤون عمانية” ألتقت بمجموعة ممن عاصروا تلك الفترة و بمجموعة من الشباب للاستماع لرؤى الأجيال المختلفة و ماذا يمثل لهم هذا اليوم و ما هي النظرة للمستقبل ..
يقول العم سعيد بن سالم الفارسي من مواليد العام ١٩٥٠ :
بلغني خبر إعتلاء جلالة السلطان المعظم سدة الحكم حين كنت أعمل في أحد المنازل الخليجية خارج السلطنة ، وما زلت اذكر كلمات الخطاب الراسخ لمولانا حين دعانا للعودة إلى الوطن .
و أضاف : آنذاك بدأت الأخبار بالإنتشار سريعاً ، ولمسنا التطورات السريعة خلال الخمس سنوات الأولى من : انتشار المدراس والمستوصفات والكهرباء ، كانت نقطة تحول حقاً لا سيما توفر التعليم والخدمات الأساسية لحياة كريمة .
و قال : بعد فجر النهضة أصبح هذا اليوم ( ٢٣ يوليو ) عيداً لنا ، ونستذكر فيه كل عام حالنا في فترة الستينات وصعوبة الحياة من كافة نواحيها الصحية والخدمية ونحمد الله كثيراً على ما أصبحنا عليه ، وكيف توفرت لنا كل سبل الراحة مما انعكس إيجابياً على دخل الفرد والتعليم والصحة .
و أستطرد : شخصياً كنت أعمل في أحد البيوت الخليجية ، رغم أني كنتُ متعلماً ولكن الأوضاع في الستينات أجبرتني على السفر والغربة وتحمل الصعاب للحصول على لقمة العيش ، إلا أن الحال أختلف بعد فجر النهضة وصرت أعمل في مجال التمريض ببلادي الغالية ، لقد أعاد جلالة السلطان الأمور إلى نصابها و أعطى كل فرد ما يستحق ليعيش حياة كريمة .
من جانبها قالت بتول اللواتي ( مواليد بداية الستينات ) : وعيت على الدنيا و أخوتي كلهم يعملون خارج السلطنة لكسب لقمة العيش ، لقد عاشوا فترة طويلة بعيداً عنا وكنت أرى الألم في عيني والدي و والدتي خصوصاً وأن وسائل التواصل معهم لم تكن بتلك السهولة كما هي عليها الآن ، لقد سمعنا خبر اعتلاء جلالة السلطان المعظم لسدة الحكم عن طريق المذياع وكان يوم النهضة يوم فرح واستبشار للجميع بمستقبل أفضل .
و أشارت : لقد كان تحولاً جذريا على عائلتي وعلى جميع الشعب العُماني و عاد أخوتي وأبناء جيراني من خارج البلاد و سخروا طاقتهم و جهودهم للعمل في الوطن و خدمته .
( نظرة الشباب )
قالت الزهراء الفرعي و هي شابةٌ من مواليد أواخر التسعينيات : أعتقد أن يوم ٢٣ يوليو كان نقلة تحول في حياة المواطن العُماني من ماضٍ الى مستقبل مشرق و إلى حركه تطور مختلفه في البلد في جميع القطاعات، مثل: التعليم او الصحه أو حتى في جانب الأمن و الامان، و كان ذلك كله من صالحنا نحن شباب اليوم ، وأعربت الفرعية عن امتنانها ليوم النهضه الذي جعل اليوم أفضل للجميع من شاب و طفل و مسن .
واختتمت الفرعية حديثها بالقول: أن عمان في تطور مستمر ولها المستقبل المزدهر بإذن الله ، و دعواتي القلبية أن نعيش دائما في ظل الأمن والسلام بعمان .
من جانبها قالت منى آل طالب : يوم النهضة هو اليوم الذي رأت فيه عمان النور بعد سنوات من الظلام ، و أرجو من كل قلبي أن لا يقف التطور في بلادي عند حد معين ، وهذا الأمر سيتحقق بدعم الحكومة العمانية للشباب العماني وخاصة للمواطنين الباحثون عن عمل حيث أن مستقبل عمان في يد هؤلاء الشباب .
وتضيف : يجب أن لا يكون في عمان مجالٌ للواسطة ، أو أن تكون التجارة حكراً على التجار القدامى الكبار في السن فقط ، كما اتمنى لبلادي عمان أن تواكب وتنافس الدول الأخرى في كل المجالات مثل السياحة على سبيل المثال بل وتتفوق عليهم .
وعبر عادل البلوشي عن مشاعره بهذا اليوم قائلا : هذا اليوم يعني لي ميلاد وطن السلام ، ميلاد حكمة لا تتكرر .
لقد وعد و أوفى بوعده و بكل كلمة نطقها في اول خطابٍ له
وأوضح : عندما أقول ميلاد الحكمة ، أعني بذلك جميع الأصعدة : سياسيا ، اقتصاديا ، نهجاً ، لقد وصلنا بفضل الله و من ثم بفضل مولانا المفدى إلى مرحلة تجعل الجميع يفتخر بمصافحة اي مواطن عماني و صار لنا اسم ” أطيب شعوب العالم ” ، يطلقون علينا وصف الشعب الذي لا يتدخل بشؤون الغير ولا يرضى بتدخل الغير في شؤونه .
وأضاف : بفضل النظرة والقيادة الحكيمة لجلالة السلطان صارت بيننا وبين كل دول العالم علاقة طيبة بعيداً عن أي عداوات .
وعن المستقبل اتفق البلوشي مع باقي الشباب في مسألة الاهتمام بالشباب حيث قال : البلد سيرتقي ويتطور أكثر إذا صار التركيز على الكوادر الشبابية و الجيل الجديد ، لأنهم أصحاب كفاءات عاليه و قادرين على رفع اسم عمان للعالم كله .
و أشار : للأسف الكثير من الجهات يضعون العُماني في الواجهة كصورة فحسب ، لتبيان التزامهم بالتعمين للجهات الحكومية اما الجذور اجنبيه !
و تقول فاطمة موسى : يصعب عليّ وصف ماذا يعنيه هذا اليوم بالنسبة لي ، ولكنني على الدوام اسمع كبار السن يتحدثون عنه و كأنه اليوم الذي كان كل الشعب فيه سعيداً و هذا ليس بالأمر السهل و نستنتج منه استثنائية هذا اليوم لعمان.
وأضافت : أعتقد أن عصر النهضة هي الفترة الذهبية للبلاد وكيف حول هذا الماضي الذي نفخر به البلاد من حال إلى حال بوضع خطط إيجابية للشعب ، وأتمنى عند التحدث عن هذا الماضي العريق أن يتم التركيز على الحاضر والمستقبل كذلك وكيف نجعله أفضل ، مستلهمين من يوم النهضة الذي غير مسار الدولة و شعبها نحو التقدم ، لا أريد أن نكون من الشعوب التي تتذكر الماضي و تبجله و تنسى الحاضر ليصل لمرحلة يحتاج فيها إلى نفس الدرجة من التغيير الكبير الذي حصل في ٢٣ يوليو.
و عن نظرتها للمستقبل قالت : لدي إحساس قوي أن شبابنا ( ذكور وإناث ) سيكونون هم المستقبل ، لأنني اراهم يعملون بجد للقضايا التي يؤمنون بها ويعتقدون بمدى أهميتها لمستقبلنا سواء في مجال البيئة او التجارة او الصناعة و حتى القضايا الإنسانية ، بعد فترة طويلة كان العذر فيها ” عدم وجود دعم” لكن التطور التكنولوجي وفر لهم منصة يستطيعون الوصول من خلالها و يتطورون ويبنون البلاد الذي يعد تطوره مقروناً جدا بمدى تطور الأجيال فكرياً و ثقافياً و إبداعياً ، وهذا لا يعني الاستغناء عن الدعم الذي يحتاجه هؤلاء الشباب المبدعين من أبناء الوطن .
واستطردت : أريد أن أرى عمان دولة سفيرة للسلام ، و أن يظهر مجهود مواطنيها خاصة من الشباب داخل و خارج السلطنة ، وأن نصل لمراحل متطورة من الوعي الإنساني أولا و التكنولوجي و أن نكون دولة مصنعة و مصدرة للإبداعات العمانية.