المركز الوطني للبحث البيئي بالديوان يختتم المرحلة الأولى من برنامج ” في بيئتي متطوع ”
• البرنامج يهدف إلى انشاء جيل من طلبة مؤسسات التعليم العالي للعمل في مجال التطوع والتدريب البيئي
• يسعى البرنامج إلى تعزيز السلوكيات الايجابية البيئية للأفراد بما يخدم المنظومة البيئية في السلطنة واستدامتها
• البرنامج يحصد جوائز محلية وخليجية على مستوى العمل التطوعي
• تم تنفيذ أكثر من 85 فعالية ونشاط خلال المرحلة الأولى
إبراء- شؤون عمانية
كتب: ماجد بن سليمان المحزري
اختتمت صباح أمس ( الأربعاء ) بجامعة الشرقية المرحلة الأولى من البرنامج التوعوي التدريبي ” في بيئتي متطوع” لإعداد مدربين في مجال التطوع البيئي في السلطنة ، الذي نظمه المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني بالتعاون مع جامعة الشرقية وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية في السلطنة ، وذلك تحت رعاية البروفسور فؤاد شديد رئيس جامعة الشرقية ، وبحضور الدكتور سيف بن راشد الشقصي المدير التنفيذي للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة ، وعدد من المسؤولين في الجهات الحكومية المسؤولة عن البيئة . وتم خلال الحفل تخريج الدفعة الأولى من طلبة هذا البرنامج الذي استمر في مرحلته الأولى أكثر من سنتين .
وأكد الدكتور سيف بن راشد الشقصي في كلمته بمناسبة هذا الحفل على أنه من سنن الله – عز وجل – أن خلق الإنسان، وجعله مستخلفا في هذه الأرض ، يأكل من خيراتها ، ويحرث أرضها ، ويستفيد من مكوناتها ، أخذا منها نصيبه وزيادة ، متجاوزا حاجاته مما جعل هناك في أحيانا كثيرة وجود عدم توازن في أنظمتها البيئية والايكولوجية نتيجة وجود اختلال مباشر في تلك الأنظمة. كما انه من سنن الله -عز وجل – أيضا أن جعل الإنسان هو المصلح في هذه الدنيا، فيصلح ما أفسدته يداه ، ويعيد بناء ما دمرته التكنولوجيا والصراعات السياسية والاقتصادية والفكرية ، فأصبح الأمر في صراع ما بين الانسان المفسد والانسان المصلح.. وهكذا أصبح الأمر دواليك ما بين البشر ، وأصبح ناموس من نواميس هذا الكون على مدار الحياة كلها.
وأوضح الشقصي بأنه تم الاجتماع مع طلبة جامعة الشرقية من فريق صديق البيئة متوقدي الحماس والشغف البيئي في المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة ، وكان التحدي هو عزمهم ، والصبر والمثابرة هو شعارهم ، وحبهم لبيئتهم هو هدفهم ، فتحنا لهم كل الأبواب إيمانا من الفكر المستنير لجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – بأهمية تمكين الشباب العماني لرفد وبناء هذا الوطن العزيز ، استمعنا لأفكارهم وخططهم ومقترحاتهم لتنفيذ البرنامج ، وكان المركز الوطني في ذات الوقت يتبنى نفس هذا البرنامج في مجال التطوع والتربية البيئية كجزءٍ أساسيٍ ومحوريٍ من أنشطة المركز المستمرة ، فلم نتوانى لحظة في دعم أفكارهم حتى تكون حقيقة في الواقع الملموس ، ادراكا منا بأن الفكرة تصبح حقيقة بالعمل الدؤوب ، ولخبرة المركز الطويلة في مجال التوعية والتربية البيئية .
وأضاف الدكتور سيف الشقصي على أن تنفيذ هذا البرنامج التوعوي التدريبي يأتي سعياً من المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة في ايجاد جيل من الشباب العماني الواعي المساهم في الحفاظ على بيئته ووطنه، وتعزيزاً لترسيخ مفاهيم التربية البيئية في السلطنة تحقيقاً للنهج السامي الذي رسمه جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بأهمية مشاركة كافة فئات المجتمع في الحفاظ على المنظومة البيئية في السلطنة وصون مواردها الطبيعية بما يكفل تحقيق التنمية المستدامة. وإن البرنامج ساهم إلى حد كبير في ترسيخ مفاهيم التربية البيئية في مختلف فئات المجتمع العماني من خلال تدريب مجموعة من الشباب المتطوعين المحبين لبيئتهم ، الساعين لحمايتها بكل طاقاتهم العلمية والعملية ، بحيث ينطلقوا بعد انهاء كافة البرامج التدريبية الى توعية المجتمع بكافة شرائحه بأهمية الحفاظ على المنظومة البيئية وصون مواردها الطبيعية ، كما أنها ستؤدي في ذات الوقت إلى تعميق مفهوم التعاون المشترك بين القطاع الحكومي والمجتمع في تنفيذ البرامج والانشطة التي تساهم في رقي المجتمع الى أفضل .
وأشار إلى أن إما لمسناه من نتائج مفرحة وملموسة في هذا البرنامج خلال فترته كمرحلة أولى ، تبشر بأن هذا البرنامج يسير في طريق النجاح ، فعدد البرامج التي تم تنفيذها وعدد المستفيدين من هذا البرنامج ، اضافة إلى الجوائز والنتائج المتقدمة التي حصل عليها البرنامج سواء على المستوى المحلي او الخارجي ، كلها مؤشرات ناجحة بأن البرنامج يسير وفق خطط مرسومة واضحة المعالم والأهداف، لذلك ارتأينا بأن يستمر هذا البرنامج خلال الفترة المقبلة كمرحلة ثانية مع توسيع نطاق الجامعات والكليات المشاركة، وتطوير هذا البرنامج بطرق علمية وتكنولوجية أفضل ، مما يحقق الأهداف التوعوية والتربوية التي وضعت له بأهمية زيادة الوعي البيئي في السلطنة تحقيقا لمبدأ التنمية المستدامة .وما لقاءنا اليوم هنا في جامعتكم إلا هو تتويجاً لجهودكم الناجحة والمثمرة في هذا البرنامج خلال المرحلة السابقة ، متمنين من الله جل جلاله أن يوفقكم في حياتكم العلمية والعملية والاجتماعية ، وأن ينير لكم طريق النجاح والتوفيق.
بعد ذلك تم عرض مشهد مسرحي قدمه طلبة جامعة الشرقية، جسد أهمية اهتمام بالبيئة العمانية وأهمية التوعية البيئية الأسرية لكافة أفراد العائلة بصون الموارد الطبيعية وعدم العبث بها حفاظا عليها من التدهور والانقراض . ثم تم عرض فيديو مرئي حول حصاد هذا البرنامج في مرحلته الأولى من حيث نوعية البرامج المنفذة والفئات المستهدفة ونوعية القضايا التي تم تنفيذها ، بعدها قدمت ايمان الشهيبي من فريق صديق البيئة بجامعة الشرقية عرضا مرئيا حول البرنامج وأهدافه والبرامج التي تم تنفيذها في المرحلة الأولى والزيارات الميدانية ومعسكرات العمل التي قام الفريق بتنفيذها في المرحلة الأولى ، ثم تم عرض فيديو مرئي يقدم استفادة طلبة الجامعة من هذا البرنامج . وفي الختام تم تكريم وتخريج الدفعة الأولى من البرنامج .
يذكر بأن عدد المتخرجين في المرحلة الأولى من البرنامج 16 طالبا وطالبة من جامعة الشرقية، وتم تنفيذ عدد 85 فعالية ونشاطا ومعسكر عمل بيئي خلال مدة المرحلة الأولى، وقد حقق البرنامج عدد من الجوائز على المستوى المحلي منها المركز الرابع في جائزة الرؤية للأعمال التطوعية ضمن 89 مشروعا مشاركا على مستوى السلطنة الذي نظمته جريدة الرؤية، وجائزة المشروع المميز في مسابقة وياكم للأعمال التطوعية لمؤسسة نماء ، والمركز الرابع في مسابقة الخطابة البيئية التي نظمتها جمعية البيئة العمانية . أما على المستوى الخليجي في حقق البرنامج المركز الثاني على مستوى الاعمال التطوعية الخليجية في مسابقة أحسان الذي نظمه فريق مبادرو عمان في السلطنة ، والمشاركة في عدد من الفعاليات منها الملتقى التطوعي الشبابي العالمي في دولة قطر، وملتقى الفرق التطوعية والمبادرات البيئية على مستوى دول مجلس التعاون بدولة الكويت،، وملتقى المبادرات التطوعية الشبابية على مستوى الوطن العربي بدولة الكويت .
ويهدف البرنامج الى تنمية الكوادر الوطنية العمانية المتطوعة للعمل في المجال البيئي ، وزيادة الوعي المجتمعي بالمواضيع والقضايا البيئية في السلطنة وكيفية ايجاد الحلول المناسبة لها ، وتعزيز السلوك الايجابي البيئي للأفراد بما يخدم المنظومة البيئية في السلطنة ويكفل العمل على تحقيق مبادئ التنمية المستدامة في كافة مجالات الحياة في السلطنة، وتعزيز جوانب التربية البيئية في السلطنة ، وتفعيل العمل البحثي الميداني البيئي وتعزيز قيمه ومبادئه في المجتمع العماني، وتعزيز العمل المشترك بين الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية ومؤسسات القطاع المدني في السلطنة .