شؤون عمانية- فايزة محمد
صدر للباحث والكاتب العمانيّ بدر بن سالم بن حمدان العبريّ كتاب “أيام رمضان.. تأملات حضارية ومقاصدية من خلال آيات الصيام “، عن مكتبة مسقط في طبعته الأولى 2019م، في 233 صفحة من الحجم المتوسط، حيث تتبع آيات الصّيام في سورة البقرة (183- 187) فوجدها تتضمن ثلاثين جزءا بعدد أيام رمضان، تطرق في الكتاب إلى مصطلحات: الصّيام، والإيمان والإسلام، والتّقوى، والإرادة، والعدّة، والتّكبير، والرّشد، والهداية، والبيان، والفرقان، والشّكر، والرّفث، واللّباس، والاختيان، والمباشرة، والاعتكاف، والحدود، والبيان وغيرها، ثمّ حاول الإجابة عن هذه الأسئلة:
- ما مدى تأثر الثّقافة العربيّة بالثّقافة اليهوديّة في الصّيام، وما دور القرآن التّصحيحيّ في ذلك؟
- ما ماهيّة المرض الّذي يوجب الفطر، وهل هو على الإطلاق أو مقيد بالمشقة؟ وكذا الحال بالنّسبة للسّفر، وهل للسّفر مسافة محددة، أم يرجع إلى العرف الزّمنيّ وطبيعة الآلة المستخدمة في التّنقل؟
- ما المقصود بالطّاقة، وهل الآية منسوخة أو مقدرة بمحذوف، وهل تنسجم مع العمال الّذين يعملون في الحر الشّديد، ولا حلّ لهم آخر، وللدّول الّتي يتساوى فيها اللّيل والنّهار في السّنة، أو يطول عندهم النّهار ممّا يسبب لهم مشقة، فهل يقدرون بدولة معتدلة، أم تعمهم الآية؟ وكذا الحامل والمرضع هل يدخلان في عموم الآية أم يقاسان على المريض والمسافر، أم على يعمهما القضاء والفدية؟
- هل القضاء يعم عمر الإنسان أم مقيد بعدم دخول رمضان التّالي؟ وهل يوجد دليل على تتابعه أم يسعه التّفريق طول العمر وليس العام فقط؟!!
- هل الفدية محددة، أم يرجع تحديدها إلى العرف الزّمانيّ والمكانيّ، وكذا المسكين من يحدد المسكنة؟
- هل القرآن الكريم نزل جملة واحدة في رمضان، أم افتتح به في رمضان، ولماذا ربط رمضان بالقرآن، وهل نزل في ليلة القدر، ثمّ هل ليلة القدر تتكرر أم مرتبطة بنزول القرآن فيها؟
- كيف يدخل الشّهر القمريّ وشهوده هل بالرّؤية البصريّة، أم بالحساب، أم بالجمع بينهما في الإنكار، أم في الإثبات والإنكار معا؟
- ما معنى قرب الله من عباده، ولماذا ورد بين آيات الصّيام، وما مدى تأثر بعض المفسرين المسلمين بالثّقافة اليهوديّة في ذلك؟
- ما معنى الرّفث، ولماذا يستخدم القرآن الكريم الكنايات والمعاريض بدل التّصريح، وهل كان سابقا يمنع الرّفث ليلة الصّيام، أم هناك تأثر بالثّقافة اليهوديّة في ذلك؟
- ما معنى الابتغاء هل الولد أم مطلق المتعة، وما علاقته بالصّيام؟
- ما معنى الخيط الأبيض والأسود، وهل الفطور يبدأ بظهور النّجم أم بغياب قرص من الشّمس؟
- هل الاعتكاف محدد بوقت أم مطلق الملازمة للمسجد، ولماذا ربط بالحديث عن العلاقة الزّوجيّة؟
- لماذا الحدود أضيفت تخصيصا إلى الله ولم تضف إلى رمضان، مع أنّ الحديث عن رمضان؟
أيضا تطرق الكتاب إلى العديد من المقاصد والأحكام والأدبيات، بجانب العديد من الفوائد اللّغويّة والأصوليّة.
وألحق به بحث زكاة الفطر بين حاجة الفقير وحرفيّة النّص، كتب سنة 2008م، تطرق في بدايته إلى البعد القرآني لمشروعيّة الصّدقة، وهل زكاة الفطر ذكرت في القرآن الكريم، ثمّ تتبع روايات زكاة الفطر عند الإباضيّة والزّيديّة والجعفريّة والمدارس السّنيّة، وفيها خلص إلى كونها سنة مستحبة وليست فريضة، وأنّها حددت بصاع إلا أنّ الصّحابة خفضوا البر إلى نصف صاع للغلاء، كما قدّموا وقت الإخراج إلى يومين قبل العيد لحاجة الفقراء، وهل الزّكاة تعطى للأصناف الثّمانية أم محددة بالفقراء والمساكين، وهل يخرجها الفقير أم تسقط عنه، وهل الحكمة منها الطّعم أم مطلق الإعانة، ثمّ ناقش أدلّة من يرى عدم جواز إخراجها نقدا، وبين الباحث الجواز، وقال بذلك جمهور المتقدمين كجابر بن زيد [ت 150هـ]، وعمر بن عبد العزيز [ت 101هـ]، وسفيان الثّوريّ [ت 161هـ]، والحسن البصريّ [ت 110هـ]، وجعفر الصّادق [ت 148هـ]، وأبو حنيفة [ت 150هـ]، كذلك ناقش تقديمها عن ليلة العيد، وبين جواز ذلك ولو من أول يوم من رمضان، ثمّ ذكر بعض الحلول، وقدّم بعض المقترحات.
وفي الملحق الثّاني تحدّث في مقالة كتبها 2006م عن مظاهر الذّبح في عيد الفطر في عمان، والإشكاليات الشّرعيّة والاجتماعيّة المصاحبة لذلك.
وفي الملحق الثّالث والأخير تحدّث عن المفطرات المعاصرة للصّيام، وأصلها مطويّة كتبت سنة 2011م، وفيها تطرق إلى العديد من الأحكام المعاصرة الّتي يكثر السّؤال حولها، مثل السّواك والمعجون في نهار رمضان، وكذا الحلاقة وتقليم الأظافر، والتّعطر والتّجمل بالكريمات والمساحيق ونحوها، وقضيّة القيء والرّعاف والنّخامة، وقطور العين والأذن والأنف، وبخاخ الرّبو، والإبر، والسّقاية، وأقراص اللّسان، والتّبرع وفحص الدّم، وقلع الضّرس، والتّخدير الكليّ والجزئيّ، ومنظار المعدة والقسطرة، وغسيل الكلى، والتّحاميل، وكشف العورة للطّبيب، والسّفر إلى بلد يختلف في الرّؤية، أو الرّجوع منه، والسّفر بالطّائرة بعد مغيب الشّمس وقبله شرقا وغربا، والإمساكيّة، وأحكام الحامل والمرضع وكبير السّن، والجنابة.
الجدير بالذكر، فإن ” شؤون عمانية” تنشر حلقات يومية من هذا الكتاب طوال أيام الشهر الفضيل.