العمانية: افتتح اليوم المؤتمر الدولي”الهيمنة الحضرية والنسيج العمراني التقليدي في سلطنة عمان” بتنظيم من مركز الدراسات العمانية في جامعة السلطان قابوس بمشاركة واسعة من الباحثين والمهتمين من داخل السلطنة وخارجها، ويستعرض 25 ورقة بحثية في أربعة محاور أساسية مقسمة على خمس جلسات على مدار يومين متتاليين.
يأتي تنظيم مركز الدراسات العمانية للمؤتمر تجسيدًا للاهتمام العالمي والإقليمي والمحلي لهذا الموضوع الذي أصبح يشكل مصدر قلق في ظل ما تشهده مدن العالم من تحولات جذرية في أشكالها ووظائفها مما يبرز الحاجة إلى تكثيف الدراسات التي تعنى بها. إذ من المتأمل في واقع المدن في المنطقة العربية بشكل عام، وفي منطقة الخليج بشكل خاص ملاحظة تأثير تلك التحولات خلال الأربعة عقود الماضية مما يعزز الحاجة إلى دراستها بشكل مستفيض.
ويسعى المؤتمر إلى التعريف بتأثيرات الهيمنة الحضرية على النسيج العمراني التقليدي العماني، والتعريف بالقوانين والسياسات المنظمة لتأثيرات التمدد الحضري على البيئة التاريخية في عمان وبالتحديد التراث العمراني. كما يسعى إلى قياس مدى تأثير الخطط التنموية والإسكانية على النسيج العمراني التقليدي العماني، بالإضافة إلى دراسة التغيرات المجتمعية المصاحبة للهيمنة الحضرية وتأثيراتها الثقافية والاجتماعية، ودراسة دور الهجرة من الريف إلى المدن في نشوء الهيمنة الحضرية وانكماش النمو في المستقرات الريفية التقليدية. كذلك تبيان تأثير النمو الاقتصادي للمدن على الاقتصادات المحلية في المناطق الريفية، وانعكاسات ذلك على النسيج العمراني التقليدي. واستشراف مستقبل النسيج العمراني التقليدي العماني واستدامته في ظل التحولات الناجمة عن الهيمنة الحضرية.
ويطرح المؤتمر أربعة محاور، إذ يستعرض المحور الأول واقع الهيمنة الحضرية، والذي يتحدث عن الهيمنة الحضرية والهوية المجتمعية (الثقافية)، والهيمنة الحضرية والهجرة الداخلية والخارجية، كما يعرض دراسات حالة (مقارنة) عن الهيمنة الحضرية (محليا، اقليميا، عالميا). فيما يستعرض المحور الثاني تأثيرات الهيمنة الحضرية على: النسيج العمراني، الطابع المعماري، النمو الاقتصادي والعمراني للمجتمعات، أشكال العمارة التقليدية، السياحة التراثية والثقافية، التراث المادي واللامادي، المكونات الثقافية والاجتماعية للمجتمعات.
ويأتي المحور الثالث حول سبل الحفاظ على النسيج العمراني التقليدي، ويتحدث عن مستقبل النسيج العمراني التقليدي واستدامته في ظل الهيمنة الحضرية، ويستعرض تجارب في الحد والسيطرة من الهيمنة الحضرية، بالإضافة إلى تجارب في استدامة التنمية الحضرية على المستوى المحلي، والاقليمي، والدولي. أما المحور الرابع فيستعرض القوانين والتشريعات المنظمة للتخطيط الحضري، ويحتوي دور القوانين والتشريعات في تنظيم النمو الحضري، ودور القوانين والتشريعات في الحد من الهيمنة الحضرية.
وفي مجال الاستفادة من التجارب الدولية في موضوع الهيمنة الحضرية وتأثيراتها يعرض المشاركون تجارب مختلفة من مملكة البحرين وقطر والمملكة العربية السعودية والجزائر والسودان واليمن.
ويصاحب المؤتمر معرض فني تشارك فيه وزارة التراث والثقافة، وكليتي الهندسة والتربية بجامعة السلطان قابوس بالإضافة إلى عدد من الفنانين التشكيليين العمانيين، عرضت فيه صور فوتوغرافية ولوحات فنية تشكيلية. جاء افتتاح المؤتمر تحت رعاية سعادة الدكتور عصام بن علي الرواس نائب رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وقد ألقى الدكتور أحمد بن حمد الربعاني مدير مركز الدراسات العمانية كلمة اللجنة المنظمة قال خلالها: ان المؤتمر يسعى إلى تسليطَ الضَّوءِ على القوانينِ والسياساتِ المُنظِّمةِ لتأثيراتِ التمدُّدِ الحضريْ، وكذلكَ دراسةَ تأثيرِ الهيمنةِ الحضريةِ على النواحِي الثقافيةِ والاجتماعيةِ بُغْيَةَ استشرافِ مُستقبلِ النسيجِ العمرانيِّ التقليديِّ العُمانيِّ لتحقيقِ تنميةٍ مُستَدَامةِ في المُدنِ العمانيةْ”.
كما ألقى الدكتور مارك لافيرجان – باحث رئيسي بالمركز الوطني للبحوث العلمية بالشرق الأوسط والقرن الأفريقي محاضرة بعنوان “إلى أي مدى يمكن عد الهيمنة الحضرية أداة للتطوير” قال فيها: لا يمكن التصدي لمسألة الهيمنة الحضرية، ولكنها قد تثير تساؤلا حول الآثار الجانبية للتركيز السريع والتوسع الحضري للسكان في هذه المناطق الحضرية الجديدة من حيث التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، والدور الذي تتركه للمراكز الإقليمية فيما يتعلق بجميع المحليات الصغيرة، بغض النظر عن التوزيع العادل للرعاية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية الذي تمنحه لهم الدولة”. بعد ذلك تم افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر.
وبدأت الجلسة الأولى برئاسة الدكتورة نعيمة بنكاري، التي قدمت فيها الدكتورة حنان الجابري ورقة العمل الأولى بعنوان (أثر الامتداد الحضري على المساحات التقليدية المفتوحة في مدينة مطرح)، تلاها الدكتور طارق حمدناالله أحمد الذي قدم ورقة عمل بعنوان (استدامة التنمية الحضرية للمدن – تجربة مدينة استوكهولم)، ثم قدم الدكتور عمر بن سالم المحمدي ورقة عمل حول (التنمية المكانية للمستوطنات العمرانية في أرخبيل سقطرى (مدينة حديبو: دراسة تطبيقية). وقدم الدكتور مصطفى بن حموش ورقته بعنوان (معالم الهيمنة الحضرية ووسائل التحكم العمراني فيها: نموذج مدينة الجزائر العاصمة)، كما قدم الدكتور دجامل بوسا بحثًا بعنوان (التوسع الحضري والبحث عن الهوية في ظل العولمة.. مدينة الدوحة بدولة قطر أنموذجًا).
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور مصطفى حموش، قدمت علياء الهاشم ورقة عمل بعنوان (تبني السياحة المستدامة في سلطنة عُمان: دراسة حالة مدينة مرباط)، فيما قدم الدكتور أبو بكر محمد عثمان آدم ورقته بعنوان المدن المهيمنة في الوطن العربي – الخرطوم أنموذجا، وتحدث كل من الدكتور أحمد الربعاني وأمل بنت سليمان العزري وهدى بنت مبارك الدايري وبشرى بنت سيف الحضرمي وأسماء بنت مبارك بني عرابة وانتصار بنت حمد العامري وندى بنت علي أمبوسعيدي وزكية بنت سالم الشماخي حول واقع الاهتمام بتعزيز الهوية المعمارية لدى طلبة التعليم الأساسي وما بعد الأساسي بسلطنة عمان من وجهة نظر المعلمين.
كذلك تحدث الدكتور فالح صباح الكبيسي في بحثه عن الأولويات الضرورية في وضع الاشتراطات التعميرية لإحياء المناطق القديمة: مدينة المحرق القديمة/ مملكة البحرين. وفي نهاية اليوم الأول من المؤتمر قدمت كل من الدكتورة فيكتوريا توزلوكوفا والدكتورة كريستين الطيب ورقة بحثية مشتركة حول (تجارة التجزئة في النسيج العمراني لمدينة مسقط).
ويتأمل أن يكمل المؤتمر جلساته غدا “الثلاثاء” حيث تتضمن كل من الجلستين الثالثة والرابعة خمس أوراق عمل، ويترأس الجلسة الثالثة الدكتور مارك لافيرجان فيما يترأس الجلسة الرابعة الدكتور أبو بكر محمد عثمان آدم.