مسقط- شؤون عمانية:
استقبلت غرفة تجارة وصناعة عمان أمس (الاثنين) بمقرها الرئيسي وفدا تجاريا سودانيا، وكان في استقبالهم الدكتور سالم بن سليم الجنيبي نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة للشؤون الاقتصادية والفروع، وترأس الوفد السوداني يحيى موسى رئيس غرفة التجارة السودانية، حيث يأتي اللقاء تعزيزا للعلاقات التجارية العمانية السودانية في مختلف القطاعات والاستثمارية والاقتصادية، وتأسيس شراكات تجارية واستثمارية، بالإضافة إلى تطوير عملية التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين.
وفي بداية اللقاء رحب الدكتور سالم بن سليم الجنيبي نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة للشؤون الاقتصادية والفروع بالوفد الزائر للسلطنة، مشيدا بحرصهم على تطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية، حيث تتطلع الغرفة إلى المزيد من التعاون والشراكة التي من شأنها تطوير وتنمية قطاع الأعمال بين البلدين الشقيقين.
وقال الجنيبي: “يأتي عقد هذا اللقاء في إطار الجهود التي تبذلها مؤسسات القطاع الخاص في السلطنة وفي جمهورية السودان لمواصلة العمل لما من شأنه تعزيز التعاونات والاستثمارات المشتركة، حيث بلغت قيمة الواردات العمانية من السودان إلى أكثر من 408 ألف و700 ريال عماني خلال عام 2017، وبلغت قيمة الصادرات العمانية إلى السودان حوالي 5.5 مليون ريال عماني، فيما بلغ حجم الاستثمارات العمانية السودانية المشتركة المسجلة في السلطنة حوالي 8 مليون ريال عماني حتى عام 2016، وبلغت نسبة المساهمة السودانية فيها 3 مليون ريال عماني بنسبة 44% تقريبا، وتتوزع هذه الاستثمارات على حوالي 36 شركة تتركز في قطاعات متعددة كالمنتجات الحيوانية والنباتية والصناعات الكيماوية، والمنتجات المعدنية، وغيرها من القطاعات”.
وأضاف: “لاشك في أننا في القطاع الخاص العماني نتطلع لتطوير علاقات تجارية واستثمارية مع الأشقاء في السودان، وتبادل الخبرات والتجارب، ونهتم بدراسة التحديات التي تواجه المستثمرين في كلا البلدين، والعمل على إيجاد الطرق والوسائل لتسهيل تلك التحديات”.
وأكد الجنيبي عن استعداد الغرفة والقطاع الخاص العماني لتقديم كافة التسهيلات ودعم المبادرات الاستثمارية المشتركة.
وألقى هاني صبري سيد مدير عام شركة هافاست للاستيراد والتصدير الكلمة الترحيبية للوفد السوداني، مشيرا إلى أهمية تعزيز العلاقات التجارية العمانية السودانية بمختلف الأنشطة التجارية، بالإضافة إلى تعزيز التبادل التجاري، حيث يزخر السودان بموارد ضخمة، كما أن هذه المشاركة تعد المشاركة الأولى من نوعها بعد تغيير الوضع السياسي في الجمهورية السودانية.
فرص استثمارية
وقدم مهنا بن علي السناني تنفيذي ترويج استثمار بإثراء عرضا مرئيا حول الفرص الاستثمارية بالسلطنة، موضحا أهمية الموقع الجغرافي للسلطنة والحوافز التي تقدمها السلطنة للمستثمرين الأجانب، بالإضافة إلى المواقع الجغرافية التي يمكن الاستثمار بها كالمناطق الحرة والمناطق الصناعية والخدمات المتوفرة للمستثمرين، مشيرا إلى أن السلطنة تحظى بعلاقات تجارية مع كثير من الدول ساهمت في عقد العديد من الاتفاقيات الدولية.
الاستثمار في السودان
وأشار يحيى موسى رئيس غرفة التجارة السودانية رئيس الوفد في كلمته إلى أن السودان يعتبر من أهم وأول مناطق توطين سلة غذاء العالم بالنسبة لعدة منظمات أممية باعتماد برنامج الغذاء العالمي والجامعة العربية، كما يعتبر مرتكزا استراتيجيا للتأمين الغذائي العالمي والإقليمي، مشيرا إلى أن مجال الاستثمار في النباتات الطبية والعطرية لا يزال يحفل بمعدلات مردودة وربحية غير مسبوقة، كما تتوفر في السودان قاعدة بيانات كبيرة وأبحاث مرجعية ودراسات للجدوى في شتى المجالات، بالإضافة إلى خرائط استثمارية وأبحاث ودراسات جيولوجية لكافة مربعات التعدين.
وأوضح أن مجال الخدمات في السودان يزدهر الاستثمارات به في مجال التعليم العالي والعام بمعدلات ربحية كبيرة نسبيا مع فجوة هائلة بين العرض والطلب، أما في مجال الصناعة تزدهر الصناعة التحويلية والمعدنية والكيميائية وصناعات البلاستيك، وترتقي للصناعات الدقيقة والطبية والدوائية التي تشجعها الدولة لسد الفجوة، موضحا أن هناك مشروعات في مجال الملاحة الجوية والنيلية والبحرية جاهزة للتنفيذ بنظام الشراكات الذكية والمستحدثة.
كما أوضح رئيس الغرفة السودانية إن بيئة الاستثمار في السودان تتميز بالأريحية والانفتاح والترحاب وبشكل الإطار القانوني التشريعي والقضائي حماية ورعاية كاملة للمستثمر وحقوقه، كما يقوم قانون الشركات بتنظيم تأسيس الأعمال والشراكات بيسر وسرعة، وتتم تسوية منازعات الاستثمار وفق قانون التحكيم بالسرعة والبت توفيرا لتكلفة التقاضي.
وتناول حديثه قانون تشجيع الاستثمار الذي يهدف إلى تشجيع الاستثمار في المشاريع لتحقيق أهداف خطط التنمية والمبادرات الاستثمارية من قبل القطاع الخاص السوداني والأجنبي والقطاع التعاوني المختلط العام، حيث يهدف إلى تشجيع الاستثمار في مجالات عدة منها النشاط الزراعي والحيواني، النشار الصناعي، الطاقة والتعدين، النقل، السياحة، الاتصال، تقنية المعلومات، الإسكان والمقاولات، بالإضافة إلى خدمات التعليم والصحة والمياه وغيرها من المجالات الاستثمارية.
كما عقدت لقاءات ثنائية بين الجانبين العماني والسوداني لاستعراض الخبرات وتبادل التجارب التجارية.