مسقط- شؤون عمانية:
أكد سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى ورئيس مجلس عمان المشارك في أعمال اجتماعات الجمعية العامة 140 للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة المنعقدة بالعاصمة القطرية الدوحة، بأن ” القرار الأخير للرئيس الأمريكي المتمثل في الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية؛ جاء صادما لكل داعم لعملية السلام، ومزعجا لكل داع إلى حل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية، ومعززا للكراهية وتأزيم الأمور، ونود هنا التأكيد على أن مرتفعات الجولان هي أرض سورية محتلة، وأن قرار الرئيس الأمريكي لا يغّير من هذه الحقيقية شيئا، وهو بهذا القرار إنما يعارض القوانين الدولية، ويؤجج الأمور، ويدعوا إلى عدم الاستقرار في المنطقة “.
وأكد المعولي قائلا: ” السلام مبدأ عالمي دعت إليه مختلف الأديان، وآمنت به شتى البلدان، وأقرته مختلف الأنظمة والقوانين، وهو أمر يتفق مع الفطرة، ويتسق مع الغاية من الحياة، والحقيقة التي يعلمها الجميع، ويدركها كل بصير وسميع؛ أنه لا سلام نرجوه، ولا أمل نحدوه، وهناك شعب في هذا العالم يقبع تحت الاحتلال، والظلم والعدوان.
ويشارك مجلس عمان في أعمال اجتماعات الجمعية العامة 140 للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة المنعقدة بالعاصمة القطرية الدوحة، وقد رعى افتتاح أعمال الجمعية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وبحضور وفود برلمانية من 149 دولة يمثلها نحو 2271 برلمانيا كما يشارك في الاجتماعات ثمانون رئيس برلمان و أربعون نائبا لرؤساء برلمانات عالمية.
ويترأس وفد مجلس عمان المشارك بالاجتماعات سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، وعضوية عدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وسعادة الدكتور أمين عام مجلس الدولة وسعادة الشيخ أمين عام مجلس الشورى.
وأضاف المعولي قائلا: ” إن الممارسات الإسرائيلية المستمرة والتعديات على الأقصى الشريف الممنهجة، والسعي لطمس هوية القدس وتهويدها أمر لا يمكن قبوله، ولا يصح السكوت عنه، فإذا أردنا السلام أن يعم ربوع المعمورة، فمن الواجب علينا أن نقوم بواجبنا دعما للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأن ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة، ويمارس حريته ويعيش حياة آمنة كريمة، وأنتم جميعاً أيها المحبون للسلام، والداعون للأمن والأمان أمام مسؤولية عظيمة تتطلب منكم دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني والدفع بعملية السلام قدما مستخدمين في سبيل ذلك كل الوسائل الممكنة.
وأضاف: ” إن نشر الكراهية، وإثارة الرأي العام، وتأجيج النعرات والخلافات، وتعزيز الخوف من الإسلام فيما يسمى (بالإسلام فوبيا)، أمور مقيتة، وتصرفات كريهة، وأعمال فضيعة شنيعة، وتكون أكثر بشاعة وسوءا إذا كان وراء تأجيجها جهد منظم، وعمل ممنهج، ودعم من عناصر متطرفة تدعو إلى العنف والإرهاب، ولقد أسائنا جميعا وفي كل بقاع الأرض وعلى مختلف الشرائع والأديان ذلك التصرف الهمجي الذي لا يتفق مع الفطرة ولا يتناسب مع القيم والأخلاق، إذ كيف يتصور العقل أن يعتدي أحد على الآمنين وهم يؤدون صلاتهم، فإن لم تأمن المساجد ودور العبادة المختلفة لكل الأديان فأين يأمن الناس؟”
إن تحقيق السلام والأمن، وتعزيز سيادة القانون، ونشر ثقافة التعايش السلمي، وقبول الآخر، واتخاذ الحوار والتفاهم مبادئ للتعامل مع الجميع، ونبذ العنف والاستبداد، ونشر العدالة الاجتماعية، كلها مبادئ أمنّا بها في سلطنة عمان، وثوابت نعمل على تأكيدها، ورؤى سعينا لتحقيقها، وبكل وضوح وشفافية فإن السبيل الأوحد لتحقيق تلك المبادئ، والقيم والأهداف هو التعليم.
لذلك يجب أن تكون فلسفة التعليم في كل البلدان قائمة على تلك المبادئ ومنسجمة مع تلك الأسس والثوابت، إضافة إلى ما يتعلق بكل دولة من إعداد جيل متسلح بالعلم والثقافة، يكون أداة فاعلة من أدوات التنمية المستدامة، ويكون التعليم حقا واجبا للجميع ويقدم بالمجان في إطار حقوق المواطنة وتنمية الموارد البشرية.