شؤون عمانية- فايزة محمد
لقد تعرّفتُ على الباحثة والخبيرة في العلاقات الدولية سمية مشكوري من الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل عدة أشهر عندما كانت تعد أطروحتها في الماجستير حول دور العامل الفردي في السياسة الخارجية العمانية في الخليج (بالتأكيد على دور السلطان قابوس)، حيث كانت تبحث عن مصادر عمانية للموضوع. وكما وعدت سمية بزيارة السلطنة بعد تقديم الرسالة، فقد وفت بوعدها؛ حيث زارت البلاد قبل عدة أيام بدعوة من النادي الثقافي للمشاركة بتقديم ورقة ورقة بعنوان ” الدور العماني في الاتفاق النووي ” ضمن ندوة نظمها النادي بعنوان ” دور عُمان في دعم السلام الدولي”.
” شؤون عمانية” كانت حاضرة في الندوة وقامت بتغطية واسعة لها، واستغلت هذه الفرصة لإجراء هذا الحوار مع الباحثة الإيرانية سمية مشكوري للحديث عن السياسة الخارجية العمانية، وكذلك جهودها في دعم السلام الدولي ودورها في الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+ 1 .
في بداية اللقاء شكرت مشكوري السلطنة والنادي الثقافي على دعوتها للمشاركة في الندوة وقالت بأن هذه الزيارة هي الأولى لها للسلطنة ولكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة.
وعندما سألنا سمية مشكوري عن سبب اختيارها للسلطنة كمادة لأطروحتها في الماجستير قالت بأن السياسة الخارجية العمانية هي فريدة من نوعها في العالم اليوم، حيث تقوم على أساس التلاحم والاستقرار بين الدول الإسلامية من جانب وبين بلدان العالم الأخرى من جانب آخر، وهي سياسة تقوم على الحوار في حل القضايا الخلافية وعدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى.
وأوضحت مشكوري أنه رغم الأهمية الاستراتيجية لموقع السلطنة الجغرافي فإنها استطاعت أن تتمسك بمواقفها ولا تزج نفسها في الأزمات الإقليمية التي تعصف بالمنطقة منذ عدة عقود، مؤكدة أنه رغم محاولات بعض الدول التدخل في الشؤون الداخلية للسلطنة والإساءة إليها وتلفيق الاتهامات لها من أجل تغيير نهجها ومواقفها إلا أنها صمدت بكل إرادة وثبات متمسكة بمواقفها المستقلة تجاه ما تواجهه المنطقة من أزمات مختلفة.
وقالت الباحثة الإيرانية أنه رغم وجود السلطنة في مجلس التعاون الخليجي إلا انها اتخذت في تعاملها مع القضايا الإقليمية والعالمية سياسة محايدة، وسعت إلى توثيق علاقاتها مع مختلف دول العالم ومنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيرة أن السلطنة تسعى دائما إلى الابتعاد عن الضجيج الإعلامي ولا تتأثر سياساتها بما يفتعله الإعلام من محاولات تشويه لمواقفها، وقد حافظت على علاقاتها مع جميع بلدان المنطقة وأوروبا وأمريكا وروسيا والصين، مؤكدة أن السلطنة أصبحت المفتاح لحل الأزمات أينما وقعت.
وحول دور السلطنة في الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 قالت مشكوري بأن السلطنة استطاعت تقريب وجهات النظر وتبادل الثقة بين الطرفين، حيث استضافت السلطنة الجزء الأكبر من مقدمة هذه المفاوضات ويعتقد كثير من المراقبين أن السلطنة لعبت دورًا كبيرًا في إنجاح الاتفاق النووي.
واختتمت الباحثة الإيرانية مشكوري لقاءها بالقول أن المواقف الإسلامية والإنسانية التي اتخذتها السلطنة ولا تزال في التعامل مع بؤر التوتر ومعالجتها سواء على المستوى الإقليمي أو العربي أسهمت بشكل كبير في تعزيز السلم العالمي وإزالة التوترات في المنطقة، مما ساعد على خلق علاقات بين البلدان قائمة على التفاهم والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .