شؤون عمانية- جمانة اللواتي
بناءً على الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه- ، بدأت بالأمس أعمال المؤتمر الوطني للرؤية المستقبلية ( عُمان ٢٠٤٠ ) بمشاركة العديد من المتحدثين من داخل وخارج السلطنة وبحضور مختلف فئات وشرائح المجتمع .
رغم تحفظ الكثيرين على مسألة التحدث عن المستقبل عوضاً عن العمل على الحاضر وحل المشكلات التي تواجه المجتمع في وقتنا الحالي ( والذي يعد أمراً مسلماً ضرورياً )، إلا أن إقامة هذا المؤتمر يدل على اهتمام الحكومة بمستقبل البلد ، حيث أن التخطيط للمستقبل ورسم الرؤى قد يجنبنا الوقوع في العثرات و محاولة حل الأزمات عن طريق مجارة المتغيرات السريعة حول العالم ، خصوصاً و أن المؤتمر حرص على إشراك أفراد المجتمع بمختلف شرائحه ليساهموا في إعداد مشروع الرؤية .
و قد يكون ملف الشباب ودوره في تحقيق الرؤية من أكثر ما تم التطرق له في المؤتمر ، بالإضافة إلى ملف الاقتصاد الذي صار الحديث عنه ضرورياً في معظم المحافل المهمة ، والذي يشير بشكل صريح للمتغيرات القادمة لا سيما في ما يخص الفرص في سوق العمل و ضرورة تمكين الشباب للعمل على مشاريعهم التجارية الخاصة ، و هنا يجب التوقف عند نقطة مهمة وهي مسألة التعليم والتي تم الإشارة لها خلال جلسات المؤتمر ، صحيح أن العالم يمر بمتغيرات كبيرة وما كان يطلبه سوق العمل بالسابق لم يعد مطلوباً الأن علاوةً على الأوضاع المالية والاقتصادية، وهنا يأتي السؤال المهم : هل النظام التعليمي والمناهج مهيئة لتأهيل الجيل الحالي على إدارة مشاريعه الخاصة ؟ أم أن الطالب يجب أن يتفاجىء بهذا الواقع بعد تخرجه ؟ ثم هل هناك توجيه مهني حقيقي يساعد الطلاب في اختيار تخصصاتهم الجامعية في ظل هذه المتغيرات أم أن الأمر يمشي بطريقة تقليدية بحته ؟
التطور والثورة الصناعية و وجود مجالات كمجال الذكاء الاصطناعي وغيرها بالاضافة الى الأوضاع الاقتصادية الراهنة فرضت العديد من المتغيرات على شتى الاصعدة لاسيما في سوق العمل ، وعليه يتوجب تهيئة الجيل لذلك وأن لا يصبح الأمر كإشارة إنذار للشباب في كل محفل و مفاده إن لم تقم بعملك الحر في الغالب ستكون في مأزق دون توجيه وإرشاد و إتاحة السبل والفرص .
مستقبل الشباب هو مستقبل الوطن ، و من أجل أن يبذل الشباب لوطنهم يجب أن يلمسوا وقوف مؤسسات الدولة في صفهم و تحضيرهم للانخراط في العالم الجديد والنجاح والابداع فيه .