مسقط- شؤون عمانية:
يُعد قطاع سياحة الحوافز والمؤتمرات أحد القطاعات السياحية الواعدة بالسلطنة والذي يحتل مكانة عالية في استراتيجية عمان للسياحة 2040 حيث تسعى السلطنة لتكون الخيار الأول لسياحة الحوافز والمؤتمرات بالمنطقة لما له من عائد إيجابي على القطاع السياحي بشكل خاص وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام.
وقال خالد بن الوليد الزدجالي مدير مكتب عمان للمؤتمرات إن قطاع سياحة الحوافز والمؤتمرات يشمل 4 شرائح هي الاجتماعات والحوافز والمعارض والمؤتمرات.
فيما يخص الاجتماعات فهناك بعض المؤسسات او الشركات على المستوى الدولي أو الإقليمي تعقد اجتماعات مجالس الإدارة أو اجتماعات الموظفين أو المساهمين او مديري الأقاليم في وجهة معينة وهي ان كانت ثقافة جديدة بالنسبة لنا إلا أنها موجودة.
وفيما يخص سياحة الحوافز فهناك العديد من المؤسسات أو الشركات التي تعمل على تحفيز موظفيها المجيدين الذين عملوا على تحقيق أهداف المؤسسة خلال فترة ما حيث يتم هذا التحفيز من خلال رحلة سياحية للموظف وأسرته سواء أن كانت بشكل فردي أو شكل جماعي.
كما أن هذه البرامج من الممكن أيضا أن تصمم للزبائن البارزين كالشركات التي تقدم رحلات سياحية لعملائها أو تقدم له الدعوة لحضور تدشين منتج جديد كنوع من الحافز لهؤلاء العملاء.
والشريحة الثالثة في قطاع سياحة الحوافز والمؤتمرات تتمثل في سياحة المعارض حيث أن الأمر في هذا الصدد لا يتعلق بالمعارض التي تقام على المستوى المحلي وانما المعارض الإقليمية والدولية التي يسافر الناس إليها ليس بغرض المشاركة ولكن للاستفادة مما تقدمه هذه المعارض من منتجات وخدمات.
أما الشريحة الرابعة فهي شريحة المؤتمرات حيث وحينما نذكر سياحة المؤتمرات فإننا لا نعني المؤتمرات الاعتيادية التي تنظم من قبل الحكومة أو جهة خاصة ولكن تلك التي تنظم من قبل منظمات دولية مثل المؤتمرات التي تنظم على مستوى القطاع الطبي أو الصناعي.
ويقول الزدجالي: إن هناك آلية لاستقطاب مثل هذه المؤتمرات حيث تجلت هذه الآلية على سبيل المثال في فوز ملف السلطنة لاستضافة المؤتمر الطبي الدولي لتصلب الشرايين الذي سيعقد عام 2024 كأول دولة في منطقة الشرق الأوسط تحظى بهذه الاستضافة، فقد تم تقديم الملف عن طريق الجمعية العمانية لتصلب الشرايين وقام مكتب عمان للمؤتمرات بدعم الجمعية ومعاونتها في إعداد الملف الذي تنافس مع 3 ملفات أخرى.
وعن المساحة التي تحتلها سياحة الحوافز والمؤتمرات في القطاع السياحي قال خالد مدير مكتب عمان للمؤتمرات إن أهمية سياحة الحوافز والمؤتمرات لا ترجع لمساحتها في القطاع السياحي وإنما في العوائد المنتظرة منها والتي تصل إلى اضعاف العوائد من المنتجات السياحية الأخرى والتي قد يكون عدد زوارها أكبر، فعلى سبيل المثال عندما يقوم شخص برحلة سياحية بمبادرة فردية فإنه يقوم بها على حسابه الخاص ما يعني الاقتصاد في الانفاق السياحي سواء فيما يخص الفندق والطعام ووسائل النقل عكس القادم عن طريق جهة منظمة ففي هذه الحالة يكون الانفاق السياحي أعلى.
ونظرا لأهمية هذا قطاع سياحة الحوافز والمؤتمرات كان لا بد من وجود جهة تعمل على تنظيم هذا القطاع وتطويره التنسيق مع الجهات ذات العلاقة .. ومن هنا جاء تأسيس مكتب عمان للمؤتمرات الذي يعنى بتنفيذ خطط وبرامج تشغبل هذا القطاع حيث بدأ العمل في هذا المكتب في 20 مارس 2016.
وأضاف الزدجالي: إن المكتب يضطلع بـ3 أدوار رئيسية الدور الأول يتمثل في تنظيم القطاع خاصة وأنه يختلف عن باقي المنتجات السياحية في كونه يتداخل مع العديد من الجهات كشرطة عمان السلطانية والجمعيات والوزارات كوزارة التجارة والصناعة على سبيل المثال والتي تشرف على الأنظمة والقوانين التي تنظم قطاع المعارض ووظيفة المكتب هو الربط والتنسيق بين هذه الجهات ودوام التواصل معها.
فعلى سبيل المثال اذا اختارت شركة معينة السلطنة كوجهة لتدشين منتج جديد وليكن على سبيل المثال طرازا جديدا من السيارات فإن هذا الأمر يحتاج تنسيق مع شرطة عمان السلطانية لاعطاء لوحات للسيارات وايضا الاجراءات مع الجمارك وغيرها.
كذلك فإن هناك بعض مؤسسات القطاع الخاص تلجأ إلى المكتب للسؤال والاستفسار عن بعض الأعمال وكيفية القيام بها.
وقال الزدجالي ان مكتب عمان للمؤتمرات ومنذ انشائه لمس تعاونا ايجابيا من مختلف الجهات التي تقدر أهمية هذا المنتج السياحي وعوائده على الاقتصاد الوطني والجميع يتعاون من أجل المصلحة العامة.
أما الدور الثاني الذي يضطلع به المكتب فيتمثل في تطوير القطاع ويتم ذلك من خلال عمل البرامج التدريبية حيث تم عمل برنامجين تدريبيين مع مؤسسات دولية قاموا بشرح أهمية هذا القطاع لعدد من منشآت القطاع الخاص كما تم عمل لقاء مع الروابط الطبية بتنظيم من الجمعية العمانية الطبية تم خلاله التعريف بالمكتب والدور الذي يقوم به.
كما يعمل المكتب على تشجيع الجمعيات الأهلية لاستقطاب المؤتمرات الدولية والتعاون مع الشركات السياحية لتطوير برامجها بالتعاون مع مطوري البرامج وبما يتناسب مع السياح المستهدفين لقطاع الحوافز والمؤتمرات.
أما الدور الثالث الذي يضطلع به مكتب عمان للمؤتمرات فيتمثل في التسويق للقطاع حيث أن آلية التسويق لسياح الحوافز والمؤتمرات تختلف عن التسويق لأي منتج آخر حيث أن أغلب المستهدف يكون مؤسسات ومنظمات بالخارج أو لها مكاتب في السلطنة.
ويركز مكتب عمان للمؤتمرات في المرحلة الحالية على أسواق معينة .. فإضافة غلى السوق الخليجي والأوروبي وتحديدا بريطانيا وفرنسا والمانيا وأيضا السوق الهندي حيث أن هذا الأخير جيد جدا لسياحة الحوافز.
وأوضح مدير مكتب عمان للمؤتمرات أن عملية الترويج تتم من خلال عدد من القنوات حيث هناك ما يتم بالتعاون مع مركز عمان للمؤتمرات والمعارض والتعاون معهم لاستقطاب المؤتمرات الدولية كما تم تشكيل (فريق عمان) للتعاون مع الجمعيات والجهات ذات العلاقة باستقطاب المؤتمرات.
كما تتم عملية الترويج أيضا من خلال التعاون مع بعض الشركات الدولية المتخصصة في تنظيم واستقطاب المؤتمرات حيث أن مثل هذه الشركات لديها فرق متخصصة في البحث أيضا عن الرعاة الدوليين للأحداث حيث يتعاون المكتب مع شركتين عالميتين في الوقت الحالي.
وقد ساهم المكتب في استقطاب 5 مؤتمرات دولية منذ انشائه (قبل سنتين ونصف) كما ساهم المكتب في استقطاب العديد من مجموعات سياحة الحوافز.
وقال خالد بن الوليد الزدجالي إنه على الرغم من أن السلطنة تتواجد وسط بيئة تنافسية إلا أن هناك العديد من المقومات التي تعزز تنافسية السلطنة في قطاع سياحة الحافز والمؤتمرات.
فأولى هذه المقومات الوضع السياسي المستقر والأمان الذي تنعم به السلطنة والذي يجعلها مقصدا لهذا النوع من السياحة والبنية الأساسية المتطورة للقطاع السياحي والتي تعتبر من ضمن الأحدث عالميا.
وعلى ذكر البنية الأساسية لابد من الاشارة إلى التطور الذي شهدته السلطنة في الاعوام الأخيرة حيث تتمثل هذه البنية في وجود مطار مسقط الدولي بمبناه الجديد وما يتضمنه قدرة استيعابية وخدمات وأيضا وجود ناقل وطني يتمثل في الطيران العماني .. فالناقل الوطني أحد العوامل المعززة لسياحة الحوافز والمؤتمرات خاصة وأنه يوفر العديد من الرحلات المباشرة لمختلف الوجهات.
وأيضا فإن شبكة الطرق الحديثة والمتطورة تيسر وصول الزائر إلى كافة مناطق السلطنة.
ومن ضمن المقومات التي تتمتع بها السلطنة ايضا وجود عدد كبير من الجمعيات الفاعلة والمكتب على تواصل دائم معها وسيتم انشاء فرق عمل بالتعاون مع هذه الجمعيات.
كما أن تمتع السلطنة بتنوع في المقومات السياحية الأخرى يعزز من الاستقطاب في سياحة الحوافز والمؤتمرات.
وقال مدير مكتب عمان للمؤتمرات إن قطاع سياحة الحوافز والمؤتمرات سيكون له مستقبل واعد بالسلطنة وما سيتم تحقيقه في الفترة القادمة سيكون لافت ومميز نتيجة تضافر الجهود بين الجهات المعنية والبنية التحتية وتوفر المزيد من الخدمات في هذا القطاع.