بقلم:رحمة الهدابية
موهبة، هواية، مهارة، تتعدد الأسماء ويبقى المعنى واحداً، وهو: أن الله سبحانه وتعالى قد أودع في داخل كل واحد منا سر من هذه الأسرار العجيبة، والتي يتحتم بأن يأخذ كل من الأبوين، الأم، الأب، زمام الأمور في اكتشاف هذه الطاقة المخبئة في نفس أطفالهم والحرص على عدم تركها أو إهمالها؛ لأنها تُعد بمثابة سر دفين وكنز ثمين، وإذا ما تم استغلال هذه الطاقة الاستغلال الأمثل وتوجيها في الاتجاه الصحيح فإنها قد تنفجر منها ينابيع الإبداع والتميز عند هذا الطفل الذي سيصبح محط أنظار الناس إليه لقدرته الفائقة على ممارسة ما يتمتع به مواهب وهوايات مختلفة بكل دقة وإتقان.
وهناك عدة إشارات لمعرفة الموهبة عند الطفل، منها:كثرة السؤال والنشاط المستمر ومحاولة التعرف على الأشياء من حوله من خلالها تفكيكها وإعادة تركيبها مرة أخرى؛ فالأب الفطن دائما ما يكون يقظا وساعيا بكل ما أوتي من خبرة في هذا المجال لإكتشاف ما يميز أبناءه من مهارات إبداعية والعمل على صقلها على النحو الذي يعمل على تطويرها وتحسينها على الدوام.
فالموهبة شيء حسي وإبداع فطري يكمن في ذواتنا، إلا أنها تبقى طاقة كامنة بحاجة إلى إطلاقها وتحريرها ليُرى أثرها في الخارج، وهذا لا يأتي إلا بالتشجيع المتواصل والدعم المستمر لهذا الإبن على المواظبة والاستمرار في ممارسة ما يتقنه من مواهب ومهارات منوعة وتخصيص الوقت الكافي لها، إضافة إلى توفير البيئة المناسبة لها من خلال توفير ما تحتاجه هذه الموهبة أو الهواية من أدوات ومعدات، والدخول في ورش وندوات والتي ستسهم بدون شك في الإرتقاء بموهبته إلى أعلى المستويات، أو حتى إشراكه في مختلف المسابقات داخلية كانت أم خارجية والتي تُعنى بالدرجة الأولى بتطوير هذه الموهبة وإبرازها على النحو المطلوب.
ولكن إذا ما حدث العكس، وصادف أي شخص منا بأنه لم يتلقى الدعم والتشجيع لإظهار وإبراز ما يملكه من مواهب وهوايات أو حتى هو في الأصل لا يعلم ما يميزه عن غيره من مزايا ومهارات، فلا مجال للوم والعتاب أو اليأس والإحباط؛ لأن الوقت لم يفت بعد وبإستطاعته تدارك الأمر واكتشاف مواهبه وهوايته وذلك عن طريق تجريب كل ما يقع بين يديه من أعمال ومشغولات مختلفة كفيلة بأن تساعده على معرفة موهبته الحقيقة؛ لأنه وبكل بساطة لا يوجد إنسان على هذه الأرض لم يهبه الله سبحانه وتعالى شيئا يميزه عن غيره.
والموهبة لها أثاراً عديدة وخاصة إذا ما تم اكتشافها مبكرا منها:
-استثمار أوقات الأطفال واستغلالها في شئ مفيد يجلب لهم الشعور بالسعاده و الارتياح لإستشعارهم بأهمية ما قاموا به من أعمال ولو كانت صغيرة.
-تحديد ما يريد أن يكون عليه الشخص في المستقبل أو بالأصح مايريد أن يشغله من مهن وأعمال، فما أجمل أن تكون موهبتك هي مهتنك ما يسهم في رفع مستوى إنتاجية الشخص وإنجازه.
-تحسين دخل الفرد، فعندما يزاول الفرد هذه الموهبة بالإضافة إلى موهبته الأساسية التي يعمل بها يؤدي هذا إلى تنوع مصادر دخله.
-تُعد رافداً من روافد اقتصاد أي بلد بسبب خلق الكثير من الوظائف للشباب العاطل عن عمل.
-استغلال أوقات الفراغ خاصة عند الشباب بحيث يجد هذا الشاب ما يسد فراغ بهذه الموهبة التي يمارسها.
-حب العطاء وبذل الجهد المصاحب لهذه الموهبة بتطوع الكثير من الشباب في اختراع وابتكار ما تحتاجه بعض فئات المجتمع كفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن من أجهزة وأدوات تجعلهم يعيشون في ظروف صحية ماثلة.
فالموهبة كما أسلفت هي سر دفين وكنز ثمين لابد من اكتشفه وتوظفيه كما يجب.