صالح الفلاحي- خاص بشؤون عمانية:
صدرت مؤخرا ترجمة عربية لكتاب تاريخي بعنوان” العاقل.. تاريخ مختصر للنوع البشري ” للمؤرخ ذي الشهرة العالمية يوفال نوح هراري، ترجمه إلى العربية المترجمان العمانيان حسين العبري وصالح بن علي الفلاحي، تصدّر الكتاب في نسخته الإنجليزية مبيعات الكتب حسب قائمة النيويورك تايمز، وتمت ترجمته لأكثر من 45 لغة منذ صدوره عام ٢٠١١، وسوف يكون الكتاب موجودا في معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي أفتتح اليوم.
يستعرضُ الكتاب ويحلل السمات الكبرى التي طبعت تاريخ النوع البشري منذ تطوره وحتّى القرن الحادي والعشرين. فعلى سبيل المثال، ما هو التطور الأساسي الذي حلّ في جماعات الإنسان العاقل ليدفع بها للخروج من أفريقيا منتشرة في قارات العالم؟ وكيف استطاعت الجماعات البشرية الأولى التعاون والتكاتف فيما بينها لتحقيق أهدافها للبقاء؟ وما الذي غيره اكتشاف الزراعة في المجتمعات البشرية؟ ما هو أثر الإمبراطوريات والأديان والمال والعلم؟ وللإجابة يستعين الكاتب برؤى من علوم الإنثروبولوجيا والتاريخ والجينات والاجتماع.
اتسم التاريخ البشري حسب المؤلف بثلاث ثورات كبرى هي الذهنية والزراعية والعلمية إضافة إلى مناقشة العوامل التي كانت وراء ميزة توحيد البشر إلى مجتمعات وإمبراطوريات . نشأت الثورة الذهنية من مقدرة الإنسان على التخيّل وكان لها أثر ليس على الإنسان وحده، وإثر الثورة الزراعية تغير الاجتماع البشري، أما الإمبراطوريات والنظام المالي و الديانات فهي بالنسبة للكتاب العوامل المُوحِّدة للجماعات. وتمثل الثورة العلمية اكتشاف الإنسان لمقدار جهله بالكون، وامتلاكه لقوة لم يكن يتخيلها.
أيضًا، يعتني الكتاب بتحليل نشوء الهاجس الأخلاقي لدى الإنسان، ويرصد التغيّر المهم الذي طرأ على التفكير الأخلاقي إثر نشوء الرأسمالية، وبعدها يناقش المؤلف أسئلة يعتبرها أهم ما يجب على المؤرخين إجابته وهي عن السعادة: ما طبيعتها؟ وهل يمكن حسابها؟ وهل إنسان اليوم أسعد من إنسان العصر الحجري؟ وما هو مستقبل النوع البشري؟ هل سيظلُ كما هو أم سيواصل تطوره معززاً بالثورة العلمية في الهندسة الوراثية والحيوالات؟
تلّقى هذا الكتاب صدىً عالمياً واسع النطاق ، وعبر ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية يأمل المترجمان أن يضعا أمام القارئ العربي رصداً رصيناً للسمات الكبرى للتاريخ البشري مؤطرا بفهم علمي للنوع البشري.