مسقط- شؤون عمانية:
تعبر براءات الإختراع عن رؤية أي مؤسسة وخصوصا في القطاعات الاقتصادية الأكثر نشاطا، حيث أن وجود قوانين تنظيمية لبراءات الإختراع يعزز من جذب الاستثمارات فى المشروعات القائمة على الابتكار وهذا ما تقوم به وزارة التجارة والصناعة من خلال تشجيع وتهيئة بيئة أعمال تنافسية للقطاع الخاص ليساهم بفعالية في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال تطبيق الاختراعات وتنتقل للمصانع لمرحلة التصنيع والإنتاج ثم التسويق، وأن يرى المخترعين اختراعاتهم في الأسواق يستخدمها عديد من الناس، وأن يحقق المخترعون عائدا ماديا جيدا وكذلك الشركات التي صنعت هذه الاختراعات، وتحقيق النمو الإقتصادي أما بزيادة عناصر الإنتاج أو الإبتكار في تعظيم إنتاجيتها ولرفع كفاءة إنتاجيتها.
الفكرة الناجحة أساس المشروع الناجح
وقال المهندس خــالد بن حمود الهنائي من دائرة الملكية الفكرية:إن أساس أي مشروع ناجح هو الفكرة الناجحة وينبغي تطويرها وتحويلها إلى منتجات أو خدمات ابتكارية وتسويقها بنجاح بغية تمكين الشركة من جني ثمار ابتكارها وأن تكون هذه الفكرة فعالة لحل مشكلة معينة.
وأضاف: أما الخطوة التالية فهي تعريف هذه الفكرة وما الذي تستهدفه ومن ثم البحث والتحليل عن الفكرة وهل موجود فكرة مثيلة لها عن طريق البحث عن السلعة والسلع المشابهة في الأسواق والتأكد من عدم وجود الفكرة وكذلك البحث من الناحية القانونية والتجارية والفنية والنظر إلى الفكرة نظرة الناقد لتقييم الفكرة الإبداعية والتأكد من وجود قيمة تسويقية لها ومعرفة الجوانب السلبية وجوانب القصور فيها هل يمكن معالجتها لذلك لتفادي الفشل في قبول الاختراع في الأسواق من قبل العملاء.
فكرة جديدة وفعالة لحل مشكلة معينة
وأشار المهندس خــالد الهنائي أن على المخترع البدء عند العميل أولا وفهم احتياجاته ومشاكله ثم البدء بوضع الحلول وإختبارها حتى يصل لمنتج يخدم احتياج العميل لتفادي الفشل في قبول الاختراع في الأسواق حتى يصل لمنتج يخدم احتياج العميل، فسبب فشل الكثير من الاختراعات في الأسواق هو أن المخترع يبدأ بفكرة الحل ويعمل على المشروع دون أن يلتقي بالعميل ويبحث مشاكله واحتياجاتهوبعد جمع كل هذه المعلومات والمعطيات يبدأ المبتكر بتصميم هوية هذه الفكرة التي تأخذ شكل علامة تجارية مميزة تميز عمله عن باقي المنتجات أو الخدمات أو براءة إختراع أو تصميم صناعي.
حماية الفكرة
وقال: إن الحماية القانونية للأفكار لا تحمي الأفكار المجردة ما لم يترتب عليها مجهود إبداعي وإبتكاري وتطبيقي وعلى المخترع أو المبتكر عدم نشر الفكرة بأي حال قبل حمايتها حتى لا يتم التعدي عليها وإستخدامها من قبل الغير دون موافقة صاحب الفكرة وتسجيل هذا الإختراع بالجهات المعنية بحماية حقوق الملكية الفكرية سواء محليا ودوليا.
الإمكانات التجارية للإختراعات
وأوضح المهندس خالد الهنائي بعد حماية الإختراع من الناحية القانونية فهذا يمكن صاحب الإختراع من حرية التصرف بالفكرة وكيف يمكن ترجمتها إلى منتجات، أو خدمات والعمل على تحويل الابتكارات إلى سلع تجارية، وأيضا على الباحثين الذين يعتقدون أن إختراعاتهم لها إمكانات تجارية أن يسعوا إلى توصيل تلك المعلومات من خلال القنوات التي تستخدمها الشركات الصناعية دائما، كما يمكن للباحثين أنفسهم أن ينطلقوا في العمل كرواد أعمال، فإنشاء شركات هادفة إلى الربح قائمة على تقنيات يتم تطويرها هي خطوة تتزايد أهميتها من أجل عمل تجاري ناجح.
تبني الإختراعات الوطنية وتحويلها إلى منتجات
وأكد المهندس خالد الهنائي قائلا: إن أعداد المخترعين والمبتكرين العمانيين في إزدياد سواء مقدميالإختراعات الجديدة أو ما هو تحسين لمنتجات سابقة ومنها ما هو تطوير لطريقة الانتاج ومنها ما تشكل خدمة أكثر سهولة وأقل تكلفة من خدمة سابقة لها وكل ذلك من شأنه أن يشكل مساهمة هامة عند تبنيه وتحويله من مجرد فكرة إلى تطبيق في إيجاد فرص عمل جديدة ناهيك عن إيجاد اقتصاد أكثر قوة، ولذلك فإنه يجب لا يتوقف الإختراع عند مرحلة الحصول على براءة الإختراع فقط لذا فإن وزارة التجارة والصناعة وبالتعاون مع الجهات المعنية تشجع وتعمل على استثمار هذا الاختراعات بعد ثبوت الجدوى الاقتصادية منها وجعلها منتجات يُستفاد منها من خلال تقديم الدعم المباشر مما يساهم ذلك في توطين التقنية وجعلها منتجا وطنيا.
تجدر الاشارة إلى أنوزارة التجارة والصناعة ممثلة في دائرة الملكية الفكرية تقوم بدور كبير في نشر المعرفة لحقوق الملكية الفكرية بما يحقق أقصى درجات الفائدة، وبهدف تحفيز الباحثين والعاملين في المؤسسات العلمية والبحثية وغيرهم من المستفيدين لتقديم وتنفيذ الأفكار والمشاريع الإبداعية وتسهيل انتقال التكنولوجيا من المؤسسات العلمية والبحثية إلى القطاع الصناعي.