الكاتب: محمد بن عيسى البلوشي*
كان إعصار جونو في عام ٢٠١٧ حدث جعلنا نتعرف أكثر على الدور الحقيقي للأرصاد الجوية العمانية، ربما لم نستوعب تماما هذا الدور المهم في تلك الفترة، ولكنها كانت المهمة الصعبة التي جعلت هذه المؤسسة تبني جسور التواصل مع أبناء عمان والعالم أجمع، أذكر حينها بأنه ولدت لدينا قناعة مهنية أولى بأننا في عمان نرصد الحالات المدارية بشكل دقيق جدا ونراقب الأوضاع ولا نعلنها إلا بعد التأكد منها ومن مساراتها وقوتها.
ظلت هذه المسألة ملازمة فكري مع جميع الحالات المدارية بعد جونو، فأصبحت أتأكد من الأخبار الخاصة بالحالات المدارية من خلال موظفي هذه المؤسسة، وأثق في بياناتها الصادرة حول أيه أنباء بوجود حالة قادمة وتفاصيلها. ليس هذا الأمر معي فحسب بل أثق بأننا جميعا نتبع جميع التعليمات التي تصدرها المؤسسة، وأكاد أجزم أن بعض المؤسسات الشبيهه بعمل الأرصاد العمانية تستقي المعلومات الدقيقة منها، والتي وصلت إليها بفضل الله ومن ثم بوجود كادر عماني مؤهل من أبناء عمان.
حالة مكونو الأخيرة أستوقفتني كثيرا في عمل الأرصاد العمانية، فهذه المرة كانت البيانات والتحذيرات تنشر بعدة لغات تهم القاطنين في السلطنة من الجاليات الغير عربية، وأيضا أتاحت فرصة للإعلام الصديق بأن يتعرف أكثر على تفاصيلها وينقلها بدقتها العمانية المعهودة ويعد بثها ونشرها عبر وسائط إعلامية متنوعة، مما ساهم ولله الحمد في رفع مستوى الوعي لدى المقيمين حول أهمية التعاون والإستجابة السريعة للخروج بأقل خسائر بشرية مع مرور الحالة، وهذا ما تم ولله الحمد والمنة.
وما ساعدنا للوصول إلى هذا المستوى من الوعي والإدارك هو تواجد الاخوة في الأرصاد الجوية على منصات التواصل الاجتماعي وإجابتهم على الإستفسارات ودحظهم للشائعات الخاصة بالحالة رغم مستوى إنشغالهم في تلك الساعات، والتي كانت موضع تقدير وثقة من قبل الجميع، وساهم في نشر الوعي والطمأنينة في نفوس المجتمع، وعزز عمق الفهم للتعامل مع التحذيرات وتفنيد تفاصيلها ليكونوا سفراء المعلومة بتوعية أسرهم ومن يعيلون.
إن كلمة شكر لن تفي في حق جنود الأرصاد الجوية العمانية على هذا الجهد الوطني المقدر والواجب المقدس الذي أدوه على أكمل وجه ولله الحمد والمنة والفضل والتوفيق، ونحن اليوم مطالبون بأن نوسع دائرة معارفنا الأولية بهذه المؤسسة وأدوارها الكبيرة وأن نضع ثقتنا الكاملة في شباب عمان الذي يديرون دفه الأرصاد وندعوا إلى تكثيف تدريبهم وتأهيلهم بما يمكنهم بأن يكونوا في الغد بوصلة الأرصاد الجوية في المنطقة والعالم.
والشكر الجزيل لكافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وأيضا مؤسسات القطاع الخاص والفرق والأفراد والمواطنين والمقيمين على حسن تصرفهم وتعاونهم وجهودهم الكبيرة في مثل هذه الحالات الاستثنائية، ونسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين عامة وأن يبلغنا الخير ويدفع عنا البلاء، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
*كاتب وصحفي عماني