إعداد: فاطمة بنت أحمد بن خميس المنجية
استفتح هذه المقال بقول الشاعر العربي “أبو العلاء المعري”، (وينشأ ناشىء الفتيان منا على ما كان عوده أبوه) ، ومن هذا المنطلق علينا أن نحرص جميعا على غرس روح المواطنة والانتماء العربي للأرض، كما يفعل الأشقاء في فلسطين المحتلة، حيث تُرضع الأمهات أطفالها معنى البطولة والنضال، والدفاع عن الأرض مهما بلغ الثمن من تضحيات بالأرواح. والمتابع لمسيرات العودة الكبرى، وللتظاهرات التي اندلعت منددة بنقل السفارة الامريكية للقدس، يشعر بعظمة هذا الشعب العظيم، الذي خذله الكثير من العرب والمسلمين وللأسف الشديد، وعلى الرغم من ذلك شاهدنا (المعاقين، والأطفال والنساء، والرجال، والشيوخ، والشباب)، جميعهم كانوا كالبنيان المرصوص ضد المحتل الغاشم الذي يملك أقوى الاسلحة وأشدها فتكا، مقابل الحجارة، نعم لا شيء غير الحجارة في أيدي الفلسطينيين العُزل. وهنا نتعلم دروسا عظيمة في معنى الوطن، والأرض التي ينبغي أن ندافع من أجلها، ونتذكر نحن أبناء عُمان، الغزو البرتغالي الغاشم الذي استمر منذ عام 1507م، وإلى عام 1650م، أي ما يقارب من ( 143) عام، إلا أن الإرادة القوية للعٌمانيين، واتحادهم وتعاونهم وتماسكهم وتضحيتهم من أجل أرضهم، كانت نتيجتها الانتصار على العدو، وهذا ما يمنحنا القوة والأمل في عودة فلسطين بإذن الله تعالى وإرادة شعبها المناضل، (طال الزمن أو قصر). ولنا في الجزائر أسمى وانقى أنموذج يمكن أن نتحذي به في مواجهة العدوان الغاشم، وفي شحذ الهمم والعزائم، فقد استمر الاحتلال الفرنسي للجزائر ما يقارب من (130) عام، حتى تمكن شعب الجزائر العظيم من طرد الفرنسيين، بعد نضال ودفاع قدموا من خلاله أكثر من (مليون ونصف شهيد). وعلينا أن لا ننسى ابدا مثل هذه الانتصارات العظيمة، وأن لا نُغذي أطفالنا إلا بمثل هذه النماذج، لينشوا عليها جيلا بعد جيل، ولنرفع من معنوياتهم، ونشحذ من هممهم، ونقوي من عزائمهم، وأن نجعل القدس دائما وابدا نصب أعينهم، ونحن في هذا الشهر الكريم، نتذكر انتصار المسلمين في معركة بدر، التي وقعت في السابع عشر من شهر رمضان المبارك، وانتصر فيها المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنصر قريب بإذن الله تعالى لجميع المسلمين، وعما قريب “سنفطر في القدس” {وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}.