شؤون عمانية-جمانة اللواتي
على خلفية الندوة الدولية ( المهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني) التي تنظمها جامعة نزوى ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية وبدأت اليوم في جامع السلطان قابوس الاكبر ببوشر وتستمر لمدة يومين أجرت “شؤون عمانية” هذا اللقاء المختصر مع بعض المشاركين للتطرق إلى بعض الجوانب التي تهم المجتمع العُماني لاسيما الشباب في ما يتعلق بعمق سيرتهم الوطنية التاريخية وكانت البداية مع الدكتور سليمان بن سالم بن ناصر الحسيني باحث في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي بجامعة نزوى .
* جاء في أغلب الأخبار والمقابلات الصحفية التي تحدثت عن الندوة تصريح أساسي مفاده بأن الندوة ليست ردة فعل غير أن توقيت الندوة يدل على عكس ذلك فما قولكم ؟
_ وأنا بدوري أؤكد بإنها ليست ردة فعل ونحن في عمان نهتم دائما بهذهِ الشخصيات ونطلق على مدارسنا ومساجدنا أسماءً نسبةً لأسماءهم، كما إننا نحرص دائماً على إقامة ندوات تخص عمان و رموزها وهذهِ الندوة الرابعة التي تُعنى بشخصيات البلد وأرى بأن التوقيت مناسب جداً، كل ما في الأمر هو أننا حصلنا على الموافقة من الجهات المعنية بشكل سريع وكما هو معلوم بأن أخذ التصريح لأقامة مثل هذه الندوات بالعادة يأخذٌ وقتلاً طويلاً لذلك فضلنا تدارك الوقت لاسيما وأننا مقبلين على شهر رمضان والإجازة الصيفية والتي لو تم إنتظار إنتهاءها فإن الندوة ستتأجل كثيراً
* إنطلاقا من حرصكم على تأكيد جذور المهلب العمانية ، هل لاحظتم في قراءتكم التاريخية سمات مشتركة بين شخصية أبن أبي صفرة وشخصية الفرد العُماني ، صفات تأثرت بحكم الموقع الجغرافي المشترك ؟
_ نعم بالتأكيد فإن جذور العمانيين تعود لهذهِ الشخصية و هو بمثابة الجد لهم، و نحن نقتبس من تراث عمان ومن فكرها الراسخ والموروث الثقافي العُماني ، موروثنا الثابت والمتجدد الذي له عمقٌ تاريخي ومن هذا المنطلق أودّ أن أوجه رسالة للشباب وأقول لهم بأن الحضارة العمانية لها جذور تاريخية عميقة وهي أحد أجزاء الجزيرة العربية وخير دليل على ذلك حديث الرسول (ص) عن عمان وأهل عمان وعلى الشباب أن يفتخروا بأنهم إمتداد لهذا الموروث .
* دار في الأوساط الشبابية تساؤل مهم وهو لماذا لا يتم الإهتمام برموز الدولة التاريخية من الناحية الإعلامية والدرامية من إنتاج الأفلام والمسلسلات وغيرها ؟
_ أنا أتفق مع الشباب وأضم صوتي لصوتهم واطرح ذات السؤال ، أين دور الإعلام والفنانين العمانيين في تسليط الضوء على تاريخهم رغم ثروته و وفرته !
* في ظل ندرة الأعمال الدرامية العمانية ، كيف نرسخ في شبابنا مفهوم الإهتمام والإعتزاز برموز الدولة التاريخية ؟
_ في الحقيقة أنا أحيي في الشباب روح المبادرة لديهم خصوصا مع معرفتهم الجيدة بالوسائل والتقنيات التكنولوجية الحديثة التي يمكن لهم إستغلالها بشكل ممتاز في إحياء التراث العُماني و شخصيات التراث العُماني و أشجعهم بدوري على ذلك ، على سبيل المثال يمكن لمجموعة من الشباب الذين يحترفون المجال التقني أن يقوموا بعمل أفلام قصيرة عن تراثنا تصل للمواطنين وغير المواطنين .
* ولكن هل تعتقد بأنهم سيحصلون على الدعم من الجهات المختصة فكما تعلم ( يدٌ واحدة لا تصفق )؟
_ يجب أن يحصلوا على الدعم ولكن المبادرة هي الأساس ، في حين تواجدت المبادرة وجد الدعم بالتأكيد .
وأخيراً أضاف الدكتور حيدر عبد الرضا التميمي من قسم التاريخ بجامعة البصرة على حديث الدكتور الحسيني في ما يخص مسألة تأصيل مفهوم الإعتزاز بالشخصيات التاريخية حيث قال :
_ العلم في الصغر كالنقش على الحجر ، يتوجب على الأسرة تأسيس صغارهم منذ الطفولة المبكرة على التربية الإسلامية الصحيحة والمتسامحة بعيداً عن الطائفية بل العكس يجب غرس قيم الإحترام للأخر فيهم مهما كان دينهم ومذهبهم و تعليمهم سيرة الشخصيات الإسلامية وعمان خير مثال على ما أقول في ما يخص التسامح بين مختلف أطياف المجتمع وإحترامهم لبعضهم البعض .