العمانية – شؤون عُمانية
بدأت اليوم أعمال النسخة الرابعة من “قمة عُمان للهيدروجين الأخضر 2025” بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، تحت شعار “مسار الهيدروجين: بناء الجسور وتعزيز الإنجاز”، لتسلّط الضوء على التطور الذي يشهده القطاع وانتقال سلطنة عُمان من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ.
وتأتي القمة التي تنظمها وزارة الطاقة والمعادن بالتعاون مع شركة هيدروجين عُمان “هايدروم”، في إطار الجهود لتهيئة منصة تجمع المسؤولين وصنّاع القرار والخبراء والمستثمرين، لمناقشة السياسات والتشريعات والفرص الاستثمارية المرتبطة بالهيدروجين الأخضر، واستعراض أحدث التقنيات وتوجهات الأسواق الدولية.
وبالرغم من التغيّرات المستمرة في أسواق الطاقة العالمية، يبرز التقدم الذي تحققه المنظومة الوطنية للهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان كدليل على التزام واضح يعزّز مكانتها كشريك موثوق به ومنافس رئيس في اقتصاد الهيدروجين العالمي.
وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، إن تنظيم هذه القمة يأتي امتدادًا لجهود سلطنة عُمان الاستراتيجية لتعزيز أمن الطاقة محليًّا وعالميًّا، وترسيخ موقعها بوصفها منصة محورية في تطوير صناعات الهيدروجين منخفض الكربون، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان عملت خلال الأعوام الماضية على صياغة سياسات واضحة وإرساء أطر تنظيمية وتنفيذية قادرة على مواكبة النمو المتسارع لهذا القطاع.
وأكد معاليه في كلمته على أن سلطنة عُمان تتحرك تماشيًا مع التطورات العالمية في تقنيات الهيدروجين، وتعمل مع شركائها لسدّ الفجوات التقنية والتمويلية وتجاوز التحديات التي قد تعيق هذا التقدم، مبينًا أن سلطنة عُمان تملك خبرة تراكمية تمتد لعقود في قطاع الطاقة والتحوّل في مصادر الطاقة المتجددة وإعادة بناء منظومة قطاع الهيدروجين بدءًا من السياسات والتشريعات، مرورًا بالبنية الأساسية وتخصيص المواقع، وصولًا إلى تأسيس شركات وطنية متخصصة قادرة على قيادة هذا التحول وتعزيز التنافسية في سلاسل إنتاج وتصدير الوقود النظيف.
من جانبه أشار المهندس عبد العزيز بن سعيد الشيذاني المدير العام لشركة “هايدروم” إلى التطورات التي شهدها الإطار التنظيمي للهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان خلال العامين الماضيين استنادًا على سياسات واضحة وآليات دقيقة لتخصيص الأراضي ضمن منظومة وطنية متكاملة، ثم الانتقال إلى مرحلة التنفيذ الفعلي للمشروعات والبنية الأساسية والأطر التنظيمية للتوسع وتعزيز التنافسية على المدى الطويل.
وقال في كلمته إن المرحلة الحالية تشهد تقدم 7 مشروعات يجري تطويرها حسب الخطة المقررة بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًّا بحلول عام 2030، بينما تم الاتفاق على إنهاء مشروعين آخرين بعد مراجعة المطوّرين في ضوء المستجدات التي يشهدها السوق العالمي.
ولفت إلى أن أبرز تطورات المنظومة الوطنية هو دخول مشروع “أكمي” للهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم حيز التنفيذ؛ إذ يتضمن المشروع ثلاث مراحل، تستهدف الأولى -قيد الإنشاء حاليًّا- إنتاج 100 ألف طن من الأمونيا الخضراء و17 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًّا بحلول عام 2027، كما يجري التجهيز لبدء المرحلة الثانية لتضيف 71 ألف طن من الهيدروجين الأخضر ونحو 400 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًّا، أما الثالثة فتتوقع إضافة نفس القدرة الإنتاجية للمرحلة الثانية.
ووضح أن رحلة سلطنة عُمان في تطوير اقتصاد الهيدروجين تستند إلى رؤية طويلة المدى تسعى إلى معالجة ما وصفه بـ “معادلة التنافسية الثلاثية”، والمتمثلة في: خفض التكلفة، وضمان التنفيذ، والموقع الاستراتيجي، مضيفًا: أن سلطنة عُمان تعمل على تحقيق هذه المعادلة الثلاثية في ظل أفضلية مواردها المتجددة من ناحية الكلفة، والإطار المؤسسي والبنية الأساسية المتكاملة، والموقع الجغرافي الذي يتيح ربط الإنتاج الوطني مباشرة بالأسواق الرئيسية.
وأكد المدير العام لشركة “هايدروم” على أن الشركة تولي اهتمامًا بتطوير منظومة الطلب المحلي لتعزيز سلاسل القيمة الوطنية، وتعمل مع شركائها على تطوير استخدامات صناعية جديدة للهيدروجين تشمل صناعات الحديد الأخضر، والوقود القائم على الهيدروجين، وقطاعات النقل الثقيل، لتكوين قاعدة للطلب المحلي المستقبلي، كما يجري العمل على دراسة آلية مزايدات ثنائية تهدف إلى ربط المنتجين المحليين بالمستهلكين الصناعيين الجدد، والإسهام في بناء آلية تسعير في السوق الوطنية.
وأضاف أن الجولة الثالثة من مزايدات الهيدروجين الأخضر تُجسّد استمرار النهج المرحلي الذي تتبعه سلطنة عُمان في تطوير هذا القطاع الواعد، بمشاركةٍ واسعةٍ لأكثر من 130 شركة من مختلف الأسواق العالمية، في انعكاسٍ واضحٍ لثقة المستثمرين في الإطار التنظيمي والبيئة الاستثمارية التي رسّختها، موضحًا أن اعتماد حزمة الحوافز المالية بقيمة 3.6 مليار دولار أمريكي خلال هذا العام جاء استنادًا على نتائج الجولات السابقة لدعم المشروعات في مراحلها الأولى وتعزيز استقرارها المالي.
وتناقش أعمال القمة على مدى ثلاثة أيام، أحدث التطورات في إنتاج الهيدروجين وتخزينه ونقله واستخداماته الصناعية، إضافة إلى استعراض التجارب الدولية ونماذج العمل الحديثة ومعايير الشهادات والأطر التنظيمية، كما تسلّط الجلسات النقاشية الضوء على التقدم المحرز في مشروعات الهيدروجين في محافظتي الوسطى وظفار، والفرص المتاحة للتكامل بين الطاقة المتجددة والتقنيات الرقمية.
وتشهد القمة مشاركة واسعة من المسؤولين والرؤساء التنفيذيين وقادة الشركات العالمية، وعدد من ممثلي الدول والمؤسسات الدولية، إلى جانب متحدثين من منظمات وشركات عالمية متخصصة في مجال الطاقة.
ويصاحب القمة معرض يتضمن أحدث الابتكارات والتقنيات والحلول والتطورات في صناعة الهيدروجين في مختلف مراحلها التي تطورها الشركات العالمية.
