محمد بن عيسى البلوشي
ربما أصبح من الأهمية بمكان تحديد فكرة المفهوم الواسع لعبارة (دعم المناخ الاستثماري) التي يحددها اتجاه المسير المراد الوصول إليه وتؤطرها الإمكانات. ونحن نقصد في هذا المقال من المعنى (تحديد آلية واحدة يمكن بتنفيذها تطوير المشهد الاستثماري بولاية صور، بما يحقق دعماً حقيقياً للمناخ الاستثماري من خلال توفير الفرص الاقتصادية الحقيقية، واستغلال الموارد، والنظر نحو الخطوة التالية).. فما هي يا ترى؟!
الواقع في ولاية صور يشير إلى أن لدينا منطقة صناعية تُعَدّ من أكبر المناطق في سلطنة عمان من حيث المساحة، ويتوفر بها مشاريع اقتصادية واستثمارية عملاقة في مجال الطاقة والتصنيع وغيرها، وهي مهيأة من حيث البُنى الأساسية لاستقطاب مشاريع استثمارية واقتصادية إضافية، ويمكن العبور من موانئها إلى أسواق مهمة سواء عبر بوابة بحر عمان أو بحر العرب، أو الولوج منها إلى أسواق السلطنة.
والرؤية التي نتطلع إليها ستتحقق بوجود ميناء بحري تجاري يجعل من هذا المقصد واقعاً معاشاً، وهو أمر لا مناص من الوصول إليه في يومنا أو غدنا بمشيئة الله تعالى. ولكننا يمكن – وبشكل مؤقت – أن نبدأ في المسير نحو رؤيتنا بتحويل جزء من أنشطة ميناء صور الحالي إلى مرفأ تجاري يعمل على تنفيذ أنشطة تجارية محددة.
هذه الرؤية التي أصبح لزاماً علينا دعمها بشكل واضح أمام الجهات المختصة، والسعي إلى تنفيذها بالتعاون والتنسيق، كلٌّ حسب موقعه وصلاحياته، ستساعد اقتصاد ولاية صور خصوصاً ومحافظة جنوب الشرقية عموماً وما جاورها من ولايات ومناطق سكانية على إيجاد نشاط تجاري يعزز الحراك الاقتصادي للمجتمعات في المنطقة الجغرافية.
أعتقد أنه حان الوقت لأن نأخذ بتفعيل جزء من ميناء صور الحالي كخطوة إلى الأمام، كي تتحرك مياه اقتصاد الولاية نحو مرافئ استثمارية جديدة، وستتحرك معها جميع الأنشطة التجارية المرتبطة بحركة الميناء. وستكون تلك الخطوة بوابة تعزيز مفهوم اقتصاد محافظة جنوب الشرقية.
وستعمل هذه الخطوة في تحقيق المقاصد والأهداف الآتية:
1. بوجود مرفأ تجاري سيسهُل الأمر في استيراد وتصدير بعض البضائع والمنتجات الصغيرة والمتوسطة من وإلى ولاية صور، ومنها إلى ولايات محافظتي جنوب وشمال الشرقية والأسواق القريبة منها.
2. يساعد المرفأ التجاري على تقليل تكلفة الاستيراد والتصدير بتنفيذ عمليات مباشرة، وبالتالي سيعمل على تنشيط الحركة التجارية.
3. سيخلق المرفأ التجاري فرص عمل أمام الباحثين عن عمل ورواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال مزاولة أنشطة لوجستية وتجارية متعددة.
4. سيرفع المرفأ التجاري من خدمات ميناء صور الحالي، وتوفر أنشطته دخلاً للجهات ذات العلاقة نظير استخدام الخدمات، وهذا ما يعني رفع الكفاءة التشغيلية للميناء.
5. كما يعلم الاقتصاديون أن النشاط الاقتصادي ينعكس إيجاباً على كافة القطاعات المؤسسية والاقتصادية والمجتمعية، ويوجد نشاطاً بشرياً في المنطقة الجغرافية بسبب السعي نحو تحقيق الأهداف التجارية، ونعتقد أن ذلك مهم لتحقيق رؤيتنا الوطنية نحو اقتصاد المحافظة.