خاص – شؤون عمانية
أكد الدكتور محمد صالح صدقيان، مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، أن المفاوضات الأمريكية الإيرانية التي تستضيفها سلطنة عمان، اليوم السبت، مهمة بالنسبة لطهران وواشنطن، بهدف تعزيز الأمن والسلام بالمنطقة
وأشار في حوار مع صحيفة “شؤون عمانية” الإلكترونية، إلى أنه على الرغم من أهمية هذه المفاوضات إلا أنها ستكون بمثابة اختبار صعب للجانبين وأيضا فرصة جيدة في نفس الوقت، وإذا نجح الطرفان في استغلال هذه الفرصة فسينبني على ذلك الكثير من الأمور الإيجابية وستنخفض حدة التوتر.
وأضاف صدقيان: “سوف تطرح على طاولة المفاوضات الكثير من الملفات، وهناك رغبة إيرانية من أجل التوصل لاتفاق لإزالة القلق عند المجتمع الدولي، وإزالة القلق عند الجمهورية الإسلامية الإيرانية لرفع الحصار والعقوبات الاقتصادية”.
وذكر مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، أنه لا توجد أي مؤشرات واضحة حول الرؤية التي سيحملها الجانب الأمريكي في التفاوض، مبينا: “هل تريد الإدارة الأمريكية أن تصل مع المفاوض الإيراني إلى جدول المفاوضات وإلى الاتفاق على مسار تفاوضي بين الجانبين؟ وهذه نقطة في غاية الأهمية، وبالتالي هناك الكثير من التفاصيل في هذا المسار التفاوضي، وأعتقد بأنه مهم لنجاح هذه المفاوضات التوصل لنتائج تخدم جميع الأطراف المعنية بالملف الإيراني، والمعنية أيضا بالأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط”.
وتابع قائلا: “كل الأعين متجهة إلى سلطنة عمان، هذا البلد الذي استضاف قبل هذا الوقت مباحثات مماثلة في عام 2012، 2013 وهذه الاستضافة والوساطة العمانية أدت في نهاية المطاف إلى الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين إيران ومجموعة 5 + 1 في يوليو من عام 2015، والنجاح الذي قدمته والوساطة والسلوك التفاوضي الجيد الذي قدمته سلطنة عمان هو الذي دعا إيران لأن تركز على سلطنة عمان باعتبارها دولة وسيطة لإنجاح هذه المفاوضات، والإيرانيون يعتقدون بحكمة وحنكة القيادة السياسية في سلطنة عمان، كما كانوا يعتقدون في حنكة وسياسة سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، والآن هم يعتقدون أيضا بأن القيادة السياسية في سلطنة عمان وسلطان عمان هيثم بن طارق يمتلك مثل هذه الحنكة، ومثل هذه السياسة والمثابرة والانخراط في إنجاح أو تسهيل مهمة المفاوضين من الجانب الإيراني، ومن الجانب الأمريكي أيضا، ولهذا إيران ركزت على سلطنة عمان للقيام بهذه المهمة، ونحن نأمل جميعا، كدول وشعوب في هذه المنطقة من أجل أن تصل هذه المفاوضات إلى نتائج إيجابية تخفض حدة التوتر في المنطقة، وتبعد شبح الحرب والتوتر والأزمات عن هذه المنطقة”.
وأكد: “هناك الكثير من القضايا يجب أن تتحقق اليوم السبت، بعض هذه القضايا بعضها مربوط بإيران، بعضها الآخر يرتبط بالولايات المتحدة، وكلنا يعلم بأن هناك حاجز عدم ثقة كبير جدا موجود بين طهران وواشنطن، إذ يجب على واشنطن وطهران، العمل من أجل تعزيز الثقة بين البلدين، وأشير هنا إلى ما قاله عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، بأن إيران وعلى الرغم من أن رسالة الرئيس ترامب التي وجهها للقيادة الإيرانية كانت تهديدية، لكن إيران تعاملت معها بإيجابية من أجل الوصول لتوضيح أو وصول لاتفاق بين الجانبين، وعباس عراقجي قال بأن إيران تعاملت بإيجابية، وقال أيضا بأن المفاوضات اختبار صعب، لكنه قال في ذات الوقت بأنها فرصة للتوصل للأمن والاستقرار والسلام في هذه المنطقة، والإيرانيون يقولون بأن خيار الدبلوماسية، وخيار المفاوضات والخيار السياسي هو الذي يؤدي إلى اتفاق وإلى خفض التوتر، وإلا الخيارات الأخرى سواء كانت عسكرية أو اقتصادية ثبت التاريخ بأنها لا تخدم لا الأمن ولا الاستقرار ولا السلام ولا مصالح إيران، ولا مصالح الولايات المتحدة ولا مصالح دول وشعوب منطقة الشرق الأوسط”.
وقال صدقيان: “فشل هذه المفاوضات يؤدي إلى وضع كارثي في المنطقة، ويجب علينا ألا نتوقع بأن هذا الوضع الكارثي يصيب فقط إيران، لذا يجب على جميع الأطراف أن تنخرط في هذه المفاوضات بإيجابية من أجل إنجاح هذه المفاوضات والتوصل لاتفاق”.
