DHOWS AT MOMBASA – بقلم: جون هـ. أ. جول
ترجمة: إيمان بنت ناصر العتيقي
الداو هي السفن الخشبية القديمة، وهنا سوف نعرف بكتاب الداو في ممباسا ( DHOWS AT MOMBASA)، الذي صدر في نيروبي باللغة الإنجليزية في العام 1969م عن دار شرق أفريقيا للنشر، للكاتب جون جول.
يحكي الكتاب عن قصة رجل أصوله من سيشل ولد وعاش اغلب حياته في شرق أفريقيا ودرس الطب في بريطانيا، ليعود ويعيش في ممباسا وتأسره سفن الداو في الميناء، ليبدأ هوايته في تصوير السفن والتعرف على تاريخها ويجمع معلومات عنها لينشرها في هذا الكتاب، ويحكي أيضا تفاصيل عن البضائع والعبيد في شرق أفريقيا ليسطر حروفاً يتخيلها القارئ وكأنه يعيشها حقاً.
يحتوي الكتاب على العناوين التالية: الداو (السفن)، موسم الداو، الشحن في السفن، كما يعرف بأنواع السفن ومنها البوم والسمبوق والغنجة وأبو بوز والبدن والكوتيه والندقية، وداو لامو، والبغلة، والمتيبي ( Mtepe).
ةيضم الكتاب 96 صفحة من الصور 16 صورة منها صور ملونة، وأغلب هذه الصور للسفن العمانية القديمة الراسية في ميناء ممباسا الكيني في فترة الستينات من القرن العشرين.
ويعتبر الكتاب والصور الذي تحتويه توثيقا حيا ومعاصرا لعهد السفن الخشبية العمانية، وقد حرص المؤلف ومصور الكتاب على تصوير السفن بأحجامها الطبيعية وفي مواقع عدة، كما تضم صور الكتاب صورا لعددا من البحارة والنواخذه العمانيين أثناء وجودهم في سفنهم.
ونقدم هنا ترجمة لتقديم عن الكتاب للكاتب آي. م. ماثينج ( I.M.Mathenge)
مقدمة بقلم آي. م. ماثينج
الداو في ممباسا هي سفن أصلية قديمة تستخدم في البحر منذ العصور القديمة، وقد عرضت في الروايات التاريخية في معرض للصور الفريدة الكثير منها ملونة.
نعيش مجددا أيام السلطان العظيم حاكم مسقط وزنجبار السيد سعيد، الذي تجول في أنحاء البحار على متن سفينته بقيادة أسطوله البحري الكبير.
عاش جون جول زمنا طويلا في ممباسا وقدم خدمة رائعة بتسجيله روايات عن البحارة وبالتقاطه الصور، وأخذ صورا بانورامية مبهرة للداو قبل أن تنفخ فيها ريح الزمان وتختفي من ذاكرتنا للأبد، ومن خلال صفحات كتابه الرائع أتاح للقارئ أن يعيش اللحظة في بعض فقراته التي تحدثت عن العبيد و البضائع التي تم نقلها صعوداً وهبوطاً على طول ساحل شرق أفريقيا منذ العصور القديمة.
كرس جول حياته في تصوير الداو مما أتاح له إخراج رحلة الداو بشكل واقعي ورائع بكل تفاصيلها السيئة والجيدة، الساحرة والخطيرة، الشاقة والشجاعة فلم يسبق لأحد أن يبرزها بهذا الجمال من قبل، وتخصص أيضاً في شيء غير العاطفة والرومنسية تجاه الداو، فساهم في كتابة دليل يحكي عن سفن الداو للأشخاص عديمي الخبرة في هذا المجال، وذكر فيه أنواعا مختلفة للداو والميناء الذي صنعت منه واستخدامات كل نوع.
مفوض إقليمي من مقاطعة ساحل كينيا يدعى آي. م. ماثينج كتب مقدمة عن الكتاب ويقول فيها : “عمل جون جول مرتبط بخبرته وملاحظاته الدقيقة للسفينة العربية الداو وللطاقم والبضائع أيضا وتعتبر مساهم لتاريخ كينيا فيشكر عليها”.
ويقول الشيخ الشاطري خبير المراكب الشراعية الأول في ممباسا: “كانت هناك محاولات قليلة في كتابة تفاصيل هذه التحف وهذا الكتاب بتوضيحاته سيملئ فراغ مهم في حكاية ممباسا”.
ولد جون جول في سيشل لعمل أبيه في الخدمة الطبية الاستعمارية. عاشت عائلته في جزيرة براسلين- الجنرال جوردون “حديقة عدن”.
تلقى تعليمه في إنجلترا بين شارعي بيرانز ميدينهيد وأوندلي، وفي سنة ١٩٢٩ عاد للعيش مع والديه حين سافرا في عطلة نهاية السنة إلى نيروبي، وقد سافر بدوره إلى أنحاء شرق أفريقيا.
لاحقا، سافر إلى جامعة ترينتي بدبلن لدراسة الطب والتحق بالخدمة في (ر.ن.ف.ر.) إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، بعدها عمل لمدة ١٠ سنوات في مستشفى بجورج تاون غيانا البريطانية، وبعدها أتيحت له الفرصة للعودة إلى مكان نشاته بكينيا وعاش وعمل في ممباسا.
ويقول: “كوني مصورا، تأثرت جدا بمنظر الداو الخلابة الراسية بمرسى الميناء القديم، هذه السفن الخشبية الآتية من زمن آخر أذهلني وعندما أتى موسم سفن الداو بدأت التقط صوراً أكثر وبدأت أتعلم شيئا من تاريخ هذه الصنعة”.