*محمد جواد أرويلي/كاتب وصحفي ايراني
“أي شخص يعتقد أننا نستطيع تحقيق السلام من خلال احتواء إيران، أو القضاء على حماس، أو هزيمة حزب الله، أو من خلال الدعم السياسي، والعسكري والمالي الثابت لإسرائيل إما أنه مخدوع أو ساذج أو يحاول عمدًا تجنب الحقيقة”.
هذه كلمات معالي وزير الخارجية العماني السيد بدر بن حمد البوسعيدي، والتي نشرتها وكالة الأنباء العمانية وقرأتها بالتزامن مع استماعي لخطبة قائد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي في صلاة جمعة النصر بالعاصمة الإيرانية طهران، وكأن وزير الخارجية العماني يضع النقاط على الحروف.
فمنذ اليوم الأول من انطلاق عمليات طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 بالأراضي الفلسطينية المحتلة، عودتنا سلطنة عمان بحكمة عالية أن تسمي الأشياء بمسمياتها، سواء على صعيد الموقف الرسمي أو التضامن الشعبي، إذ صنفت سلطنة عمان حركة حماس ضمن حركات التحرر الوطني على أرض الواقع، رافضة التصنيفات الغربية لهذه الحركة.
كما أن موقف السلطنة كان صريحا ودقيقا في وصف التطورات وهي أكدت في أكثر من مناسبة أن “صاحب الحق هو المقاوم” و”المعتدي هو المحتل” وطالب بوضع الحدود الصارمة لتمادي الاحتلال في سفك دماء النساء والأطفال.
واللافت أن سياسة سلطنة عمان التي جعلت هذه البلاد محل ثقة من جانب مختلف الأطراف المتنازعة في القضايا الإقليمية والدولية، ترى الأمور بواقعية عالية وتحاول أن تعالج السبب الحقيقي للأزمة الحالية من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لفلسطين، والذي تعتقد أنه سيفضي بالتالي إلى استعادة السلام في المنطقة والعالم على أرض الواقع.
والمتابع لمواقف سلطنة عمان يدرك جيدا أن مثل هؤلاء الناس لديهم من الخبرة والفهم ما يؤهلهم لأن يروا ما لا يراه غيرهم، واللهُ سبحانه وتعالى يعطي بعض عباده شيئًا من الحكمة في مواجهة الواقع الذي لا يمكن إنكاره، إذ يشير وزير الخارجية العماني إلى أن هناك سياسة إقليمية ودولية واضحة ومألوفة للأسف الشديد، وهي تتمثل في إدانة إيران بجميع الأحوال والدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي مهما كانت النتيجة، كما أنه صنف بكل شفافية أن من يتبع هذه السياسة إما مخدوع أو ساذج أو يحاول عمدًا تجنب الحقيقة.
وكما بدأنا بكلمات معالي وزير الخارجية العماني لابد أن ننهي هذا المقال أيضا بكلماته، حیث أكد السيد بدر بن حمد البوسعيدي أن “أنصار إسرائيل يتحدثون باسم القانون الدولي بينما يمنعون مرارًا وتكرارًا تنفيذه في حالة فلسطين ولبنان، وأن هذا يجب أن يتغير الآن، كما يجب أن يكون الاحترام للقانون الدولي حقيقيًّا ليس بالكلمات بل من خلال اتخاذ الإجراءات”.