أحمد بن علي الشيزاوي
هل سنشهد تطبيق التوقيت الصيفي في سلطنة عمان استجابة للتغيير المناخي؟
- حوالي 70 دولة حول العالم مازالت تعمل بالتوقيت الصيفي
- تتبنى غالبية الدول العربية العمل بالتوقيت الشتوي العادي الثابت، ما عدا كل من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، وتونس، بالإضافة إلى مصر.
- لعل تقديم التوقيت لمدة ساعة سيسهم في الحد من آثار التغيير المناخي على العاملين بالقطاعين العام والخاص.
المناطق الزمنية علميا:
بحسب علم الجغرافيا تقسم الكرة الأرضية إلى 24 خطا، الفترة الزمنية بين الخط والذي يليه ساعة زمنية واحدة، وتعادل 15 درجة، وبذلك أصبح العالم مقسما إلى شرائح طولية تبدأ من غرينتش شرقا وغربا.
على سبيل المثال نجد أن السعودية تبعد ثلاث ساعات شرق غرينتش، وعُمان والإمارات أربع ساعات، وباكستان وأفغانستان خمس ساعات، وهكذا إلى أن نصل جزر فيجي والحدود الشمالية الشرقية للاتحاد السوفيتي سابقا على بعد 12 ساعة من غرينتش، وفي المقابل إذا اتجهنا غربا، فإن الوقت يتأخر عن غرينتش.
الفكرة الأساسية وراء تغيير التوقيت:
إن الفكرة الأساسية وراء تغيير التوقيت إيجاد تطابق ما بين ساعات سطوع الشمس والنشاط من أجل تحقيق أقصى استفادة من ضوء الشمس الطبيعي، والحد من استهلاك الكهرباء والإضاءة الصناعية، بالرغم من الانتقادات التي تواجه متبعي هذا الإجراء بسبب تأثيراته البيولوجية على جسم الإنسان.
وتتلخص الفكرة في إضافة ساعة واحدة إلى ساعتين في بعض الدول على التوقيت المعمول به بدء من الربيع والصيف (أول أبريل وحتى نهاية أكتوبر) لمدة سبعة أشهر، فبدلا من أن تكون الساعة السادسة صباحا في فصل الشتاء فإنها تصبح بحسب التوقيت الصيفي السابعة إلى الثامنة صباحا، لأن الشمس تكون قد أشرقت منذ وقت مبكر.
دول تطبق هذا التوقيت:
تاريخيا نشأت الفكرة من قبل الفلكي البريطاني جورج هادسون سنة 1895، لكن التطبيق الأول لها كان من قبل ألمانيا والنمسا ربيع عام 1916.
وشجعت كارثة الطاقة في السبعينيات من القرن الماضي الكثير من الدول إلى اتباع هذا النهج في العمل بالتوقيت الصيفي.
وتعمل حوالي 70 دولة حول العالم بالتوقيت الصيفي وتتبناه عربيا كل من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، وتونس، بالإضافة إلى مصر التي شهدت خلال 21 سنة إلغاء وعودة هذا التوقيت أكثر من 7 مرات.
منذ عام 1996 يجري العمل بالتوقيت الصيفي في كل دول الاتحاد الأوروبي، بل إن هناك بلدانا كثيرة خارج الاتحاد الأوروبي تستخدم التوقيت الصيفي مثل الولايات المتحدة (ما عدا ولاية أريزونا) وإيران والأردن وكندا وأستراليا.
وفي بداية نوفمبر 2017، أقر في السودان العودة للعمل بالتوقيت الشتوي بعد أن ثبتت الدولة نطاقها الزمني ليوافق توقيت مكة المكرمة لأكثر من 15عاما.
وأغلب الدول يكون بدء العمل بالتوقيت الصيفي في الأسبوع الثاني أو الثالث من مارس مثل سوريا ولبنان وفلسطين، والولايات المتحدة وكندا، إلا أن هناك عدة دول يكون في إبريل كمصر وأستراليا ونيوزيلندا، أما الأردن فيكون بقرار من رئيس الحكومة، والمغرب ويكون في مايو، أما إيران فتتبع التقويم الفارسي ويكون بما يوازي لدينا في التوقيت الميلادي شهر إبريل تقريبا.
تحديات في التطبيق:
تغيير التوقيت من صيفي إلى شتوي -وبالعكس- يعمل على إرباك الكثير من الأعمال التي تلزمها توقيتات دولية ثابتة كمواعيد الطيران وبرمجيات حساب أوقات الصلاة ورصد الأهلة، وكتابة الفواتير بين الشركات العالمية، وعمل بعض الأجهزة الطبية، وأهم من ذلك كله، تلك الساعة البيولوجية في جسم الإنسان التي تحتاج أياما لتتأقلم في كل مرة يتغير فيها التوقيت من صيفي إلى شتوي.
يقصر النهار مرَّةً أخرى في الخريف والشتاء، حيث يتأخر شروق الشمس أكثر فأكثر، وهذا يعني أنّ الناس يمكن أن يستيقظوا ويقضوا جزءً كبيراً من صباحهم في الظلام، لذا فالسَّاعات تُعَاد إلى التوقيت القياسي.
هل سيطبق في سلطنة عمان؟
تبرز تأثيرات التغيير المناخي في ارتفاع درجات الحرارة ومستويات الإشعاع الشمسي نتيجة تغييرات المناخ كلما اتجهنا الى فترة الزوال نحو الساعة 12 ظهرا وحتى 2 ظهرا كون الشمس تكون في زاوية مباشرة في ظل غياب الغطاء السحابي تقريبا بينما تكون في مستويات أقل وألطف مع ساعات الفجر الأولى.
ولعل تقديم التوقيت لمدة ساعة خلال شهور الربيع والصيف سيسهم في الحد من آثار التغيير المناخي على العاملين بالقطاعين العام والخاص، فهل هذه المسوغات كافية لاتخاذ قرار العمل بالتوقيت الصيفي بعد الأخذ في الاعتبار باقي العوامل التي ذكرت في هذا المقال.