نبيل بن محمد الهادي
من المعروف أن منطقة الخليج العربي في هذه الفترة تشهد صيفًا حارًّا، وتتراوح درجات الحرارة في معظم دولها الخمسين درجة مئوية خلال أشهر مايو ويونيو ويوليو من كل عام، ولهذا يبحث مواطنو هذه الدول عن أجواء باردة ومعتدلة للسفر والسياحة خارج حدودها الجغرافية.
وسلطنةُ عُمان هي إحدى هذه الدول لأنها تقع على خطّ السرطان وتُصنَّف ضمن المنطقة التي تسجل درجات حرارة مرتفعة صيفًا، لكن في المقابل حباها اللهُ بمواقع جغرافية استراتيجية ومناخ متنوع تتميّز به عن غيرها في بيئة جاذبة للسياحة، حيث يجد الزائر في شمالها جوًّا حارًّا وفي جبالها جوًّا معتدلًا وفي جنوبها جوًّا ماطرًا بفعل مناخها الاستوائي خلال الأشهر المذكورة.
ففي محافظة الداخلية مثلًا هناك عددٌ من الجبال كالجبل الأخضر وجبل شمس وهاط تعدّ من أفضل الأماكن السياحية لما تتميز به من طقس باردٍ نسبيًّا في معظم شهور السنة.
والحديث عن الجبل الأخضر يطول لخواصه الطبيعية، فهو يرتفع حوالي 3000 قدم عن سطح البحر، ويبعد عن محافظة مسقط أكثر من 160 كيلومترًا وشهد خلال السنوات الماضية تطورًا ملحوظًا في الخدمات الأساسية بما فيها السياحة، مثل توافر المرافق والخدمات بما فيها الفنادق والشقق المفروشة والاستراحات، إلا أن الوضع الحالي لا يكفي ويتطلب المزيد من العمل رغم أن حكومة سلطنة عُمان لا تتوانى في تحقيق أهداف السياحة الداخلية وباستدامة واضحة، خاصة في إنشاء الطرق وتطوير الأماكن السياحية وفتح فرص استثمارية تسهم وبشكل أفضل في توفير بيئة جاذبة لمعنى السياحة الحديثة، خاصة الزيادة في عدد الفنادق والنّزل وبأسعار معقولة، حتى يتمكّن السائحُ المحلي والخارجي من قضاء وقت أطول والاستمتاع بجوٍّ استثنائيٍّ يتميز به الجبل والتنزه في القرى التابعة له، حيث تتنوع به الفواكه التي تُنتج في الصيف مثل المشمش والرّمان والعنب والخوخ والتفاح بالإضافة إلى أشجار الزعتر والزيتون وغيرها التي تنمو في أماكن متفرقة بسبب الطقس البارد شتاءً والمعتدل صيفًا.
ويعدّ الاهتمام بالقطاع السياحي من مستهدفات رؤية عُمان 2040 ويتمثل في جلب الاستثمار والاستدامة المالية وإسهام القطاع في سوق العمل، ولهذا ينبغي الاعتناء بهذه الأماكن والاستعجال في تنفيذ المشروعات الاستراتيجية التي تخدم القطاع حتى تصبح هذه الوجهات من الوجهات المفضّلة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا وتجذب فئات مختلفة من السياح والزوار.
ومما لا شك فيه أن لوزارة التراث والسياحة خططها المستقبليّة الناجعة لتطوير ولاية الجبل الأخضر في الفترة المقبلة ونأمل أن يكون قريبًا.