د. سعيد بن محمد السيابي
تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بوضع حجر الأساس لمشروع “مجمع عُمان الثقافي ” في ولاية بوشر، لتتزين العاصمة مسقط بجوهرة ثمينة تنير بإشعاعها جمال وجودها وتتوسط القلب النابض بمدينة العرفان التي تحتوي على أذرع ثقافية في تخصص المعارض والاحتفالات، كمسرح العرفان ومركز المعارض والمؤتمرات المتعدد الأغراض، ليكون هذا المجمع الثقافي الجديد استكمالا للمنشآت الثقافية وتوحيد وجودها في محيط واحد متقارب بما يحتويه من مكونات متفردة وجديدة على الساحة الثقافة.
فمبنى المكتبة الوطنية وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والمسرح الوطني ثلاث كواكب درية تلتقي بانسجام تام فيما بينها خدمة للمشروع الوطني في إقامة الحي الثقافي المتكامل بقاعاته الأخرى المتعددة الاستخدامات.
هذا المجمع الثقافي يُعد هدية قيمة وحضارية يبث شعاع عُمان وتواصلها الحضاري مع محيطها العربي، ويفتح الآفاق العالمية أمامها لاستضافة فعاليات كبيرة تستطيع بوجود كل هذه الخدمات المتكاملة والموحدة تحت مظلة الثقافة والفنون أن تجد مبتغاها في العاصمة مسقط.
إن وجود هذا المجمع الثقافي سيساعد قطاعات كثيرة ويرفدها بدعم في الصناعة الثقافية التي تمتد أشرعتها نحو بحار السياحة والفنون والضيافة والنقل والمواصلات والتجارة بمختلف تفرعاتها من أسواق ومنتجات وخدمات مساعدة تقدم تشكيلة متنوعة تستقطب الزوار لعمان وتدفع بعجلة التنمية في هذه القطاعات الترفيهية إلى مصاف الدول الكبرى.
هناك العديد من دول العالم التي أصبحت تتنافس في وسائل قوتها الناعمة وفرض ثقافتها ومكوناتها لتكون واجهة لنقل ما تود أن يعرفها العالم به، وسلطنة عمان بقيادة جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ تؤكد في نهضتها المتجددة تعزيز منظومة الإنتاج الثقافي وإحياء المهرجانات الثقافية باسم العاصمة مسقط أسوة بمهرجانات العواصم والمدن التاريخية الكبيرة كمهرجان جرش ومراكش والأقصر ومكتبة الإسكندرية.