وسائل إعلام- شؤون عُمانية
تحت هذا العنوان تناولت صحيفة اندبندنت البريطانية الناطقة باللغة العربية أن تداخل الأمراض بين المراحل العمرية أصبح ملموساً على أرض الواقع.
فقد كتبت الصحيفة أن المفاجآت لم تعد كثيرة اليوم في عالم الأمراض، فلكل تفصيل وعارض بات هناك اسم وتشخيص مع كثير من الشكوك وقليل من وصفات العلاج غير المؤكدة في كثير من الحالات.
كما أن تداخل الأمراض بين المراحل العمرية أصبح ملموساً على أرض الواقع، فما كان يصيب الأهل سابقاً أصبح يصيب الشباب في الأمس والأطفال اليوم، ومنها مرض ألزهايمر childhood Alzheimer، الذي بدأ يزحف بخطى غير مؤكدة علمياً إلى عالم الطفولة، مع كثير من الشكوك التي قد تسبب تشخيصاً خاطئاً في مرحلة البحث عن سبب ما يحدث مع بعض الأطفال.
إن تشخيص إحدى الحالات الطبية المرتبطة بمصطلح مرض ألزهايمر لدى الأطفال قد يستغرق سنوات طويلة، فهذه الأمراض نادرة جداً، وعليه فإن الطفل يشخص بحالات أخرى أكثر شيوعاً أولاً، ونظراً لأن الأعراض المبكرة غالباً ما تؤثر على التعلم والمهارات الحركية. سيشخص الأطفال أحياناً بشكل خاطئ على أنهم يعانون من صعوبات في التعلم أو التوحد أو اضطرابات النمو الأخرى، ولكن في مرحلة معينة ستظهر عليهم أعراض لا يمكن تفسيرها من خلال التشخيص السابق، وهذا غالباً ما يدفع الآباء إلى البحث عن تشخيص جديد ودقيق، كما فعل والِدا فيونا.
لا يُعدّ مرض ألزهايمر لدى الأطفال تشخيصاً سريرياً، بل هو اسم يستخدمه بعض الأشخاص للإشارة إلى حالات مختلفة تؤثر على ذاكرة الطفل وقدرته على التواصل، إذ إن أعراض هذه الأمراض يمكن أن تشبه إلى حد كبير مرض ألزهايمر، ولكن السبب مختلف تماماً، فكلتا الحالتين نادرتان ووراثيتان، ومرض ألزهايمر عند الأطفال هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى مرضين مختلفين يتسببان في إصابة الأطفال بفقدان الذاكرة وأعراض أخرى مرتبطة عادة بمرض ألزهايمر.
ويشير مرض ألزهايمر في مرحلة الطفولة إلى مرض نيمان بيك من النوع C (NPC)، وهو مجموعة من الاضطرابات الأيضية الحادة الموروثة التي تسمح بنوع معين من الدهون بالتراكم في الخلايا.
وتعرف متلازمة “سانفيليبو” وداء عديد السكاريد من النوع الثالث (MPS III)، وهو مرض وراثي ناتج من عيب في التمثيل الغذائي، باضطرابات تخزين الليزوزيمية.
وعندما يصاب الطفل بأحد هذه الأمراض الوراثية، تكون الجسيمات في خلاياه لا تعمل بشكل صحيح. فالليزوزيمات الموجودة في الخلايا يتمحور دورها على معالجة السكر والكوليسترول حتى يتمكن الجسم من استخدامها، وعندما لا تعمل الليزوزيمات بشكل صحيح، تتراكم الدهون أو الكوليسترول أو السكريات في خلايا الطفل المصاب، ما يؤدي إلى انخفاض في وظائف المخ والأعضاء.
كان يظن في ما مضى أن الليزوزيم أو جسيمات الحالة بمنزلة سلة مهملات الخلية أو وجهة لطريق مسدود حيث يجري إرسال البقايا الخلوية للتخلص منها، ولكن توضح مجموعة متزايدة من البحوث أن هذه الحويصلة المليئة بالأنزيمات أكثر نشاطاً مما كانت تبدو عليه في البداية، وبعض العلماء يطلقون عليها الآن مركز التحكم في الأيض الخلوي، وهو مجموعة التفاعلات الكيماوية داخل الخلية التي تبقيها على قيد الحياة وبصحة جيدة.
ويرى روبرتو زونكو، العالم المختص في بيولوجيا الخلية في جامعة كاليفورنيا ببيركلي، أن الاكتشافات خلال العقد الماضي ارتقت بالليزوزيم إلى مكانة مركز لصنع القرار، له دور في التحكم في نمو الخلايا وبقائها على قيد الحياة.
ويتولى الليزوزيم عملية التخلص من النفايات وإعادة تدويرها، عبر عملية تسمى “الالتهام الذاتي”، فإنه يأخذ المكونات الخلوية القديمة والجزئيات كبيرة الحجم التي لا تحتاج إليها الخلية، مثل البروتينات والأحماض النووية والسكريات، ويهضمها بمساعدة الأنزيمات والأحماض، ويمكن عندئذ للخلية استخدام هذه القطع المتحللة كوقود أو كوحدات بناء لجزيئات جديدة.