الدكتور خالد الشرقاوي السموني- مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية
تعد المرأة نواة المجتمع وإحدى أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية بكل مجالاتها، ولا يقل دورها عن دور الرجل في إيجاد حلول لتحديات النمو والتطور ودعم الجهود من أجل مستقبل مستدام، فلا تنمية دون دور فاعل للنساء كرائدات أساسيات للتغيير.
كما أصبحت المرأة في المجتمعات العربية، الشريك الفاعل ووسيلة التنمية والتطور البنّاء، نظرا إلى قدرتها على تحقيق النجاحات على المستويات الوطنية والدولية، وقد أكدت حضورها كعنصر مؤثّر في المجتمع ونموذج يُحتذى به، وقد احتلت أعلى المناصب الدولية نتيجة النجاحات التي حقّقتها في جميع المجالات.
إن المرأة العُمانية نجحت في صنع الأحداث في سلطنة عُمان وصارت عنصرا فعالا في المجتمع في إيجاد واقع ملهم لمستقبل مشرق ومستدام على مختلف المستويات، وهي تؤدي دورها في مختلف التخصصات لتحقيق هدف التنمية وغايتها، وتقوم بجهود عظيمة لبناء وتنمية البلاد وإسهامات فاعلة ذات بعد اجتماعي وإنساني في ميادين عدة، فبالرغم من التحديات التي تواجهها والتزاماتها الأسرية، إلا أنها استطاعت أن تبني من هذه العقبات قمّتها أيًّا كان المجال الذي تبدع فيه، ولعب دور فاعل في بناء مستقبل أفضل.
لقد استطاعت المرأة العُمانية أن تثبت جدارتها من خلال دورها الريادي في صناعة حاضر ومستقبل البلاد جنبا إلى جنب مع الرجل، وتمكنت من تقلّد المناصب الإدارية في شتى المجالات، وأثبتت كفاءتها ودورها القيادي في النهضة والتنمية ومشاركة الرجل العُماني في تحقيق العديد من الأهداف الوطنية والإنجازات في العديد من المحافل المجتمعية والعلمية والعملية والأكاديمية والاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية.
ويحق القول، أن المرأة العُمانية أضحت صاحبة رسالة ونواة المجتمع العُماني وفاعلة في التنمية المستدامة والشاملة في العديد من المجالات الاجتماعية والاقتصادية وكذلك السياسية والثقافية، وانعكس ذلك إيجابا على التنمية الأسرية والمجتمعية.
ثم إن كفاءة المرأة العمانية جعلتها قادرة على المساهمة في الأنشطة التقنية والقطاعات اللوجستية المهمة التي تتطلب إمكانات عالية ومهارات استثنائية لم تعد مقتصرة فقط على الرجل، ما أدى إلى تعزيز الثقة لديها في مسيرة التنمية على كل الأصعدة، بما فيها العملية والمهنية، في سبيل تحقيق الرفاه والتقدم للمجتمع العماني.
ولذلك، فإن إشراك المرأة العُمانية في مختلف التخصصات يؤكد على أهميتها التنمية، وقدرتها على إحداث تغيير في الثقافة والفكر لتحقيق المزيد من التقدم والتطور.