فايزه محمد – شؤون عمانية
يجسد ملتقى (معا نتقدم) الذي يعد الملتقى الأكبر من نوعه في سلطنة عمان بدعوة من الأمانة العامة لمجلس الوزراء الفكر السامي لفكر صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ القاضي بتفعيل المشاركة المجتمعية في الخطط التنموية بما يعمل على شمولية هذه الشراكة للمجتمع بكافة شرائحه ومن مختلف المحافظات الأمر الذي يوجد ديناميكية في آليات تنفيذ الخطط التنموية.
فقد حدد جلالة السلطان المعظم ـ أبقاه الله ـ ملامح هذه المرحلة من النهضة المتجددة عندما قال ـ أيده الله ـ في النطق السامي “إننا نقف اليوم، بإرادة صلبة، وعزيمة لا تلين على أعتاب مرحلة مهمة من مراحل التنمية والبناء في عمان، مرحلة شاركتم في رسم تطلعاتها، في الرؤية المستقبلية “عمان 2040″، وأسهمتم في وضع توجهاتها وأهدافها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يجسد الرؤية الواضحة، والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارا ونماء”.
وإذا كانت المشاركة في التطلعات جاءت من خلال إعداد رؤية (عمان 2040) والتي انطلق نهجها التشاركي من توجيهات المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – وبما رسخ عملية المشاركة المجتمعية في مناقشة القضايا المطروحة وتبادل الآراء وإيجاد حوار مجتمعي حقيقي حولها، وصولا إلى صياغة النتائج التي ترسم مستقبلا مزدهرا لسلطنة عُمان.. فإن هذا النهج التشاركي مستمر في متابعة أولويات وغايات وآليات تنفيذ (عمان 2040).
ومما يضفي المزيد من الأهمية على ملتقى (معا نتقدم) أن يتناول موضوعات تمس جوهر المرحلة الحالية من مسيرة النهضة المتجددة حيث أنه يفتح نقاشا مجتمعيا حول أبرز التوجهات والبرامج الحكومية في مجالات: رؤية عمان 2040، والاستدامة المالية، ومبادرات التشغيل ليقف على آليات التنفيذ ومؤشرات الإنجاز واستشراف ما هو مطلوب لتسريع الإنجاز بالإضافة إلى القياس المباشر لمدى تفاعل وتأثير هذه البرامج على مختلف الشرائح المجتمعية وذلك لأخذ هذه النتائج في الاعتبار في المراحل اللاحقة أو في الآليات التطويرية لهذه البرامج.
أما ما يعطي مؤشرا على فعالية هذه المشاركة هو المنهجية التي تم اعتمادها في عملية فرز طلبات المشاركة حيث أنها تمت استنادا إلى منهجية تعكس نسب توزيع العمانيين في المحافظات بناء على البيانات السكانية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، بالإضافة إلى منهجيات إحصائية أخرى الأمر الذي جعلها ممثلا حقيقيا لمختلف الشرائح المجتمعية.