الكاتبة: أسماء سويد*
الحديث عن الأبعاد السبعة في حياتنا، وكيف أنه يحق لك أن تكوني أنثى وزوجةً وأمًّا ومربيةً؛ لكن بتوازنٍ بين أدوارك وبين مساحتك الشخصية، كي لا تستنزفي نفسك وتجديها تعيش دور الضحية، في سبيل أن يحيا الآخرون حياةً منعمةً منظمة وممتعة.. كذلك طرحت البعد الأول (الزماني) بين الأبعاد السبعة لما له من أهمية تندرج تحته بقية الأبعاد، وسأتابع اليوم بُعْدَين آخرين مهمين، وأبدأ بالبعد الجسدي.
هل تنامين كفايتك من النوم؟ هل تستيقظين براحة وقد نلت قسطك من النوم أم أن استيقاظك يصحبه هلع ورعب؟ هل تأكلين وجباتك اليومية بمتعة وتلذذ؟ أم أنك تأكلين واقفة في المطبخ، وقد لا تنهين وجبتك؛ بسبب مقاطعات الأولاد ومتابعتهم أثناء الأكل؟
هل تستمتعين بوقتٍ خاصٍ بك، قد يكون في ساعة تسوق أو مشي أو على الأقل شرب فنجان قهوة دون منغصات أو قلق؟ هل تراقبي وزنك ولياقتك؟ هل زرتِ طبيبتك؛ بهدف الاطمئنان على صحتك أم أن زيارتك؛ لأن الألم قد تفاقم ولم يعد محتملا؟
هل جرّبتِ أن تزوري مراكز العناية بالبشرة والشعر والمساج؟ أم أنك تتحسرين على نفسك لعدم امتلاك الوقت لتلك الزيارة؟
أعلم يقينا أن الإجابة على تلك الأسئلة إجابات محرجة وقد تكون مؤلمة؟
وأعلم أنك في سبيل راحة الزوج والأولاد والعمل والأسرة قد تتنازلين عن حقوق كثيرة لا تعوض ولا تجدي الوقت للمطالبة بها لاحقا وأنت مستغرقة في دوامة العمل والواجبات والضغوط من كل نوع؟
غاليتي.. إن لم تعي أن عليك أن تقفي وقفة حازمة حاسمة مع نفسك، لتعيدي ترتيب أولوياتك وتضعي نفسك على رأس تلك الأولويات؛ ستجدي نفسك أما تتعايشين مع قولون عصبي أو تشنّج في المعدة أو صداع لا يفارقك، وغيرها الكثير من الأعراض والأمراض.
فاستوصي بنفسك خيرًا، واعطي نفسك حقها – بنفسك – ولا تنتظري أن يقدم لك ذلك الحق، فغالبا لن يقدم؟
في بعدك الجسدي حافظي على أمور بسيطة لتقي نفسك وتستجمعي طاقتك وتكوني مفعمة بالنشاط والحيوية، وكي يكون عطاؤك ممتعًا لا واجبًا:
– نظمي نومك وليكن بين الساعة 10 – 12 ليلًا، فكل ساعة قبل الساعة 12 تساوي 3 ساعات من النوم العميق، الذي أنت بحاجة إليه ليقوم جسمك بوظائفه الداخلية، ولتحصلي على هرمونين الميلاتونين والسيرتونين، الذين يقيا جسمك مما يسمى الجذور الحرة، ويدفعان عنك الزهايمر والشيخوخة والخرف المبكر. وليكن استيقاظك قبل الفجر بساعة؛ لتبدئي يومك بعبادتك بهدوء واسترخاء، وتحصلي على بركة البكور.
– حافظي على وجباتك الثلاث منتظمة، وابتعدي كل البعد عن الوجبات السريعة والمعلبات والطعام المعرض للمبيدات والمواد الكيماوية والهرمونات، فهي ضررٌ حقيقي لجسدك وأطفالك وأسرتك كلّها.
– رتبي لنفسك زيارة دورية لعيادة طبيبتك؛ لتطمئني على صحتك كل 6أشهر، إذا كنت تحت سن ال40، وكل 3 أشهر إن كنت فوق ال40، فهي وقاية لك، فالوقاية دومًا خيرٌ من العلاج.
– اعطي نفسك حظًّا أسبوعيا من العناية في مراكز العناية بالبشرة والمساج؛ لتعودي بعدها إلى حياتك اليومية بنشاط وهمة وحيوية، فهي تعينك على شحن طاقتك بما يلزم، ليكون الأداء مثاليا قدر الإمكان.
– حافظي على الرياضة وادرجيها في برنامجك اليومي، لاسيما ما تحبين منها: كالسبحة أو المشي أو الرقص أو ما يتناسب معك، لتكون لياقتك دوما في أعلى درجاتها.
– قدمي لنفسك ساعة أسبوعيا للتسوق الشخصي لما تحتاجيه من ملابس أو مستلزمات شخصية أو حتى لتعرفي على آخر صيحات الموضة، وانتقي لنفسك منها ما يتناسب مع دينك ومحيطك الذي تسكنين فيه، وابتعدي عن كذبة البراندات والماركات، وترّفعي بنفسك عن سطحية التفكير وتقييم الأشخاص من المظهر الخارجي.
– ارقصي.. نعم غاليتي ارقصي وعيشي جزءًا من أنوثتك، واشبعيه بدلالك وغنجك ودلعك، وتعلمي إن لم تكوني تجيدي الرقص فهو جزء لطيف من شخصيتك.
– ضعي ضمن أولوياتك السفر للراحة والاستجمام، وللتعلم واكتسابي الخبرات والفوائد من السفر، وضعي أهدافًا لكل سفرة أثناء الإعداد لها، ولا تعودي منها بمشتريات وصور فقط، بل تعرّفي تاريخ البلد الذي ستسافرين إليه وعاداته وتقاليديه.. بماذا يشتهر.. وماهي أهم معالمه.. واعملي على تحقيق أهدافك من السفر، ووثقيها بصور والفيديوهات.
غاليتي.. هي خطوات بسيطة تضيفيها بوعي وذكاء لبرنامجك اليومي ضمن البعد الجسدي؛ لتجديه غنيا متنوعا، بعيدا عن الملل والكآبة… يتناول أساسيات يومك ويشبعها، ويضفي على حياتك لمسة من الأنوثة وإضافة من الرشاقة؛ لتصلي إلى التوازن والاكتمال دون الشعور بالعجز أو الضعف، إنما بالقوة والنشاط، والهمة والفعاليّة.
لأنك الأنثى التي تستحق أن تكون مكتملة الأنوثة، ولأنك المرأة الأمة التي تستحق أن تقود بوعي وبصيرة، ولأنك الملهمة بتفردك وتميزك؛ كوني أنت.. لأنك تستحقين.
****كاتبة ومدربة في تطوير الذات